تعيينات متطرفة تُعمق أزمة الجيش الإسرائيلي البنيوية العاجلة

في ظل التحولات السريعة في المنظومة العسكرية الإسرائيلية، يبرز تحليل الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري كإشارة واضحة إلى مخاطر التعيينات غير المتوازنة. يرى الدويري أن مثل هذه الخطوات، مثل تعيين شخصيات من خارج الجهاز الرسمي، لا تعكس فقط ضعفًا في القيادة العليا، بل تمثل انتهاكًا مباشرًا للأعراف المهنية التقليدية للجيش. هذا النوع من التدخلات يمكن أن يؤدي إلى تفكك داخلي، حيث يفتح الباب أمام تمردات محتملة ويغذي ميول التسييس، مما يهدد بنقل الجيش من كونه جهازًا دفاعيًا محترفًا إلى أداة سياسية تابعة لأجندات معينة.

تسييس الجيش الإسرائيلي وآثاره على القيادة

من خلال آرائه، يؤكد الدويري أن التعيينات الأخيرة، مثل تلك المتعلقة بزيني، تشير إلى انحراف خطير عن المعايير المهنية. فبدلاً من الاكتفاء بأفراد يمتلكون الخبرة الاستخباراتية المطلوبة، خاصة في أوقات الحرب، يتم فرض قيادات جديدة تفتقر إلى الذخيرة اللازمة، مما يعزز من حالة التخبط والفوضى. هذا النهج ليس مجرد خطأ إداري عابر، بل يشكل جزءًا من تحول أوسع في عقيدة الجيش، حيث يتقدم إلى الصفوف ضباط يتبنون أفكارًا صهيونية متطرفة، كما هو الحال مع أشخاص مثل قائد المنطقة الوسطى آفي بلوت. هذه التحركات تعمل على تعميق المسار اليميني في آليات اتخاذ القرار، مما يجعل الجيش أكثر عرضة للتأثيرات السياسية على حساب الكفاءة والحيادية المهنية.

تعميق الأزمة البنيوية عبر التعيينات المتطرفة

في النظر إلى الجوانب الاستراتيجية الواسعة، يحذر الدويري من أن هذه السياسات لن تقتصر على إضعاف الجيش من الداخل، بل ستؤدي إلى تصعيد الحروب بطريقة أكثر وحشية. التعيينات التي تعزز مناصب الضباط المتطرفين، الذين يرون أهدافهم السياسية كأولوية فوق الكفاءة، تفتح الباب لممارسات تتنافى مع القواعد الدولية والأخلاقيات العسكرية. هذا الاتجاه ليس محصورًا في التعيينات الفردية؛ بل يشكل تغييرًا بنيويًا يعزز عزلة إسرائيل دوليًا ويعمق أزمتها الداخلية. على سبيل المثال، مع انتشار قيادات تتبنى أفكارًا متشددة، يصبح الجيش أداة لخدمة أهداف حزبية، مما يقلل من فعاليته في مواجهة التحديات الخارجية ويزيد من التوترات الداخلية. في هذا السياق، يرى الدويري أن النتيجة النهائية ستكون زيادة في الصراعات، حيث يفقد الجيش دوره كحارس للأمن ليصبح جزءًا من مشكلة أكبر.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تسييس الجيش إلى تفاقم الخلافات الداخلية، حيث يشعر الضباط ذوو الخبرة التقليدية بالإقصاء والإحباط، مما قد يولد بيئة غير مستقرة. هذا الوضع يعكس تحولًا في ثقافة الجيش، حيث تتسيد الأيديولوجيا على المهنية، ويصبح اتخاذ القرارات مدفوعًا بالولاء السياسي بدلاً من التحليل الاستراتيجي. في النهاية، يؤكد الدويري أن مثل هذه التعيينات لن تقتصر على التأثير على الجيش فحسب، بل ستعزز من حالة العزلة الدولية لإسرائيل، مما يفاقم أزماتها الاقتصادية والاجتماعية. لذا، يبدو واضحًا أن هذا الاتجاه يمثل تحديًا وجوديًا للمؤسسة العسكرية، حيث يجب على القادة إعادة النظر في آليات التعيين للحفاظ على التوازن بين المهنية والأهداف الاستراتيجية. هذا التحليل يفتح أبواب نقاش أوسع حول كيفية منع الجيوش من الوقوع في فخ التسييس، ليكون التركيز دائمًا على الحفاظ على السلام والأمن.