نصائح للأطفال المصابين بداء السكري أثناء أداء الحج
قال البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، الاستشاري في الغدد الصماء والسكري للأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، إن الأطفال الذين يعانون من داء السكري من النوع الأول أو الثاني ويخططون لأداء فريضة الحج في عام 1446 هـ مع أسرهم، يجب عليهم اتباع نصائح صحية حاسمة. هذه النصائح تهدف إلى ضمان سلامتهم الكاملة أثناء التنقلات والإقامة في المشاعر المقدسة، مع الحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن النطاق الطبيعي. يُعد الحج تجربة روحية عميقة، لكنها تتطلب جهداً بدنياً كبيراً قد يؤثر على صحة الأطفال المصابين بالسكري، مما يجعل الالتزام بالإرشادات الطبية أمراً ضرورياً لتجنب المخاطر مثل انخفاض أو ارتفاع سكر الدم.
من المهم جداً أن يركز هؤلاء الأطفال والأسرهم على مراقبة مستويات السكر بانتظام، خاصة في ظل الظروف المناخية الحارة والإجهاد الناتج عن الطقوس. على سبيل المثال، يجب تناول الوجبات المتوازنة التي تحتوي على كميات مناسبة من الكربوهيدرات مع إدارة الجرعات الدوائية بدقة، بالتنسيق مع الفريق الطبي. كما أن شرب كميات كافية من الماء يساعد في منع الجفاف، الذي يمكن أن يفاقم مشكلات السكري. بالإضافة إلى ذلك، يفضل تجنب الأطعمة السريعة أو السكرية الزائدة في أماكن مثل مزدحمة مكة أو المدينة المنورة، للحفاظ على التوازن الصحي.
إرشادات لمرضى السكر في المناسك المقدسة
بالنسبة لمرضى السكر، يجب التركيز على بعض الإرشادات الخاصة بالمناسك، مثل ضمان توافر أدوية السكري وأدوات قياس السكر في جميع الأوقات، سواء أثناء الطواف أو الوقوف بعرفة. يُنصح بتجنب الإفراط في الجهد البدني في أوقات الذروة، مع تخصيص وقت للراحة في أماكن مظللة لتجنب التعرض المفرط للحرارة. كما يمكن للأسرهم الاستفادة من خدمات الدعم الطبي المتاحة في المشاعر، حيث توفر السلطات الرسمية دعماً للمرضى المزمنين. هذا النهج يساعد في تعزيز الوعي الصحي ويؤدي إلى تجربة حج آمنة ومباركة.
في الختام، يُؤكد خبراء الصحة أن اتباع هذه النصائح يمكن أن يحول تجربة الحج إلى فرصة لتعزيز الصحة العامة للأطفال المصابين بداء السكري. على سبيل المثال، يمكن دمج النشاط اليومي مع مراقبة دقيقة للسكر، مثل القيام بنزهات قصيرة في أماكن آمنة داخل المشاعر، مع ضمان أن يكون هناك دائماً خطة طوارئ في حال حدوث أي تغيرات مفاجئة في مستويات الدم. بالفعل، يساهم ذلك في بناء عادات صحية طويلة الأمد، حيث يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع مرضهم في سياقات مختلفة. من خلال التخطيط المسبق والالتزام بالنصائح، يمكن للأطفال الاستمتاع بفريضة الحج دون مخاطر إضافية، مما يعزز من جودة حياتهم. لذا، من الضروري أن يشارك الآباء والأمهات في هذه العملية، من خلال تعزيز الوعي وتشجيع الممارسات الإيجابية، لضمان أن يكون الحج تجربة تعليمية وصحية. في النهاية، التركيز على الصحة يجعل الفريضة الدينية أكثر أماناً وإشباعاً روحياً.
تعليقات