تقدم غير حاسم في الجولة الخامسة لمفاوضات أمريكا وإيران في روما

انتهت في العاصمة الإيطالية روما الجولة الخامسة من المحادثات الأمريكية-الإيرانية، التي استمرت لساعات قليلة، لمناقشة النزاع النووي المستمر منذ عقود. شهدت هذه الجولة نقاشات حول طموحات طهران النووية، حيث أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أنها انتهت مع “بعض التقدم، لكنه ليس حاسما”. أكد البوسعيدي أن هناك أملاً في توضيح القضايا المتبقية في الأيام المقبلة، مما يسمح بالتقدم نحو اتفاق مستدام يعيد التوازن في المنطقة. من جانب إيران، وصف وزير الخارجية عباس عراقجي المحادثات بأنها “معقدة”، لكنه أشار إلى فهم أفضل لمطالب بلاده من قبل الجانب الأمريكي. وفقاً لمسؤولين، بدأت هذه الجولة بوساطة عمانية غير مباشرة، واستمرت لمدة ثلاث ساعات فقط، رغم تأكيد الخارجية الإيرانية على أجواء مهنية.

المحادثات النووية: تقدم محدود

في هذا السياق، أكدت وسائل إعلام إيرانية أن المفاوضات غير المباشرة جرت برئاسة عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، مع دور وسطي لسلطنة عمان. هذه الجولة تأتي كتطور على المحادثات التي بدأت في 12 أبريل الماضي، وتعد الأرفع مستوى بين الجانبين منذ اتفاق 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018. عراقجي أبرز أن هناك إمكانية للتقدم من خلال مقترحات عمانية، مشيراً إلى أن الطرف الأمريكي يفهم الآن مطالب طهران بشكل أعمق. ومع ذلك، لم يخفِ الجانب الإيراني أن العملية تحتاج إلى جولات إضافية بسبب تعقيدات البرنامج النووي وتأثيرات العقوبات الاقتصادية.

التفاوض النووي: تحديات وتهديدات

بالتوازي مع ذلك، يواجه التفاوض النووي تحديات كبيرة، حيث أفادت تقارير أن المفاوض الأمريكي غادر روما بسبب التزاماته، لكن المحادثات مستمرة. المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أكد أن طهران ستطرح مواقفها الشرعية بشأن الاستخدام السلمي للطاقة النووية ورفع العقوبات، مع إثارة الجولة الجديدة من القيود الأمريكية. من ناحية أخرى، كشف مصدر أمريكي عن اجتماع ويتكوف مع مسؤولين إسرائيليين، مثل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومدير الموساد، لتنسيق المواقف. إسرائيل، التي تهدد بشن هجوم على المواقع النووية الإيرانية إذا انهار التفاوض، ترى أن فرصة نجاح مثل هذا الهجوم قد تتلاشى قريباً. هذه التهديدات تضيف طبقة من الضغط، بينما يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تقييد قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، مقابل رغبة طهران في تخفيف العقوبات التي تضر بقطاع النفط والاقتصاد ككل.

من الواضح أن هذه المحادثات تشكل رهاناً كبيراً لكلا الطرفين، حيث تهدف إيران إلى استعادة مساحة manoeuvring في مجال الطاقة النووية السلمية، ويسعى الأمريكيون إلى منع أي تطور نحو السلاح النووي. الوساطة العمانية تلعب دوراً حاسماً في تسهيل الحوار، رغم التعقيدات الناتجة عن الخلافات السابقة. كما أن الجولات المتتالية، بدءاً من مسقط في أبريل الماضي، تظهر التزاماً متزايداً بإيجاد حل، مع الحساسية المتزايدة تجاه أي تطورات جديدة في العقوبات. في النهاية، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان التقدم الحالي كافياً لتجنب تصعيد إقليمي، خاصة مع الدور الإسرائيلي الذي يراقب كل خطوة بعناية. هذه الجهود تبرز أهمية المفاوضات في الحفاظ على السلام الدولي، مع الاعتراف بأن الطريق نحو اتفاق شامل لا يزال طويلاً ومليئاً بالتحديات.