روسيا وأوكرانيا يطلقان 780 أسيراً في أول خطوات اتفاق إسطنبول: تطور جديد في الأزمة العالمية
في خطوة إنسانية تُعد الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية قبل أكثر من ثلاث سنوات، قام الجانبان بروسيا وأوكرانيا بتنفيذ مرحلة أولى من عملية تبادل كبيرة للأسرى، مما يعكس جهوداً دولية لتخفيف الآلام البشرية الناتجة عن الصراع. هذه العملية تشمل إعادة أكثر من 270 أسيراً حربياً و120 مدنياً لكل طرف، ليصل إجمالي المتضمنين إلى 390 فرداً من جانب كل دولة، وتم تنفيذها في 23 مايو الجاري.
تبادل الأسرى في الحرب الروسية الأوكرانية
تأتي هذه العملية لتبادل الأسرى كخطوة تاريخية ضمن اتفاق أبرم في إسطنبول في 16 مايو الجاري، وهي المفاوضات المباشرة الأولى بين موسكو وكييف منذ عام 2022. أعلنت السلطات الروسية أنها استعادت 270 جندياً روسياً إلى جانب 120 مدنياً، بما في ذلك أشخاص من منطقة كورسك الحدودية التي شهدت توترات سابقة. في المقابل، تم نقل 270 جندياً أوكرانياً و120 مدنياً إلى كييف، حيث أكد الجانب الأوكراني أن هؤلاء يشملون عناصر من القوات البحرية، الجوية، البرية، بالإضافة إلى أفراد من الحرس الوطني وحرس الحدود. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف هذا التبادل بأنه خطوة حاسمة نحو استعادة جميع الأسرى، مشيراً إلى أن العملية ستستمر يومي السبت والأحد لإكمال المرحلة الأولى، والتي تهدف إلى تبادل ألف أسير من كل جانب. كما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن ترحيبه بالتطور، معتبراً أنها قد تفتح الباب لتطورات إيجابية أخرى.
مبادلة السجناء ضمن اتفاق شامل
في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا ستقدم وثيقة رسمية لأوكرانيا تحدد شروط انهاء العمليات العسكرية التي بدأت في فبراير 2022، بعد انتهاء عملية التبادل الحالية المخطط لها حتى الأحد. هذه الوثيقة، التي يجري وضع اللمسات الأخيرة عليها، تهدف إلى وضع أسس لتسوية شاملة ومستدامة للنزاع، مع التركيز على اتفاق بعيد المدى ينهي الصراع. من جانب أوكرانيا، أفادت مصادر دبلوماسية بأن كييف تستعد لتقديم وثيقة مماثلة تعكس رؤيتها للتسوية، بناءً على الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إسطنبول، حيث لعبت تركيا دوراً حاسماً كوسيط محايد. منذ بداية الحرب في فبراير 2022، احتجز الجانبان آلاف الأسرى، مع تقديرات تشير إلى وجود حوالى 10 آلاف أسير أوكراني لدى روسيا، رغم الغموض المحيط بالأرقام بسبب نقص المعلومات المتبادلة. هذا الوضع يفرض ضغوطاً كبيرة على عائلات الأسرى في كلا البلدين، حيث أشار مسؤولون أوكرانيون إلى أن عمليات التبادل غالباً ما تكشف عن أسماء كانت مدرجة ضمن قوائم المفقودين، مما يبرز الفوضى في تتبع مصير الأفراد.
رغم ذلك، يظل هذا التبادل خطوة أمل في خفض التوترات، خاصة مع سيطرة روسيا على حوالى 20% من الأراضي الأوكرانية، مما يجعل أي تقدم في قضايا الأسرى أو الهدنة أمراً بالغ الأهمية. دور تركيا كوسيط يعزز الجهود الدبلوماسية، بينما يشير الاهتمام الأمريكي، كما عبّر عنه ترمب، إلى أن هناك جهوداً دولية أوسع للوساطة. في المحصلة، يمثل هذا الاتفاق دليلاً على إمكانية التقدم نحو تسوية شاملة، مع الحرص على استمرار عمليات التبادل كفرصة لبناء الثقة بين الطرفين، خاصة في ظل الضغوط الدولية لتجنب تفاقم النزاع. إن هذه التطورات تؤكد أهمية الحوار المباشر في حل الصراعات، مما يفتح الباب لمفاوضات مستقبلية قد تساهم في استعادة السلام.
تعليقات