إعدام مريم المتعب.. حادثة خاطفة الدمام تثير جدلاً واسعاً في السعودية

نفذت السلطات السعودية حكم الإعدام بحق المواطنة مريم المتعب، المعروفة بـ”خاطفة الدمام”، وشريكها اليمني منصور قايد، بتهمة خطف ثلاثة أطفال في المنطقة الشرقية خلال التسعينيات. تجسد هذه الحادثة خطورة الجرائم التي تهدد أمن المجتمع، حيث تم الكشف عنها بعد مرور أكثر من عقدين، عندما حاولت المتهمة الحصول على وثائق رسمية للأطفال المخطوفين الذين وصفتهم بأنهم أبناءها. أدت التحقيقات إلى إدانتهما وإصدار حكم نهائي بالقتل تعزيراً، كعقوبة لممارسة الخداع، الشعوذة، والإفساد في المجتمع، مما أثار نقاشات حول عدالة القانون والآثار الاجتماعية.

القتل تعزيراً كعقوبة للجرائم الكبرى

يمثل القتل تعزيراً أحد الأدوات الرئيسية في نظام العدالة السعودي، الذي يعتمد مبادئ الشريعة الإسلامية لمواجهة الجرائم غير المحددة بعقوبات محددة مسبقاً. هذه العقوبة تهدف إلى ردع الجناة وصيانة السلامة الاجتماعية، خاصة في حالات الخطف والاعتداءات الأخرى التي تهدد حياة الأبرياء. في هذه القضية، اعتمدت المحاكم على تحقيقات شاملة أكدت تورط المتهمة في خطف الأطفال من المستشفيات باستخدام الحيلة، ثم تربيتهم بطريقة تقطع صلتهم بحقيقة أصولهم. الجريمة، التي وقعت في الفترة بين عامي 1994 و2000، لم تكشف إلا في 2020، بعد أن أثار طلب المتهمة لأوراق الهوية شكوك السلطات، ما أدى إلى فحوصات بيولوجية أكدت هوية الأطفال الحقيقية وإعادتهم إلى عوائلهم الأصلية.

العقوبة الردعية وتأثيراتها الاجتماعية

تعد العقوبة الردعية، كمرادف للقتل تعزيراً، وسيلة لفرض التأديب على الأفعال التي تفسد النسيج الاجتماعي، مثل الخطف الذي ينتهك حقوق الأطفال والأسر. في سياق هذه القضية، ساهمت تلك العقوبة في تعزيز شعور الأمان ضمن المجتمع السعودي، حيث أعرب العديد من الأفراد عن ترحيبهم بإنفاذ الحكم كخطوة نحو العدالة. ومع ذلك، أثار تنفيذ الإعدام ردود فعل متناقضة؛ فبينما بعض المستخدمين في وسائل التواصل الاجتماعي احتفوا بالحكم كرد على الضرر النفسي المسبب للأطفال المخطوفين، انتقد آخرون التركيز على العقاب دون النظر إلى البعد الإنساني، مثل دور المتهمة في تربية الضحايا على مدى عقود. هذا الجدل يعكس توتراً بين الحاجة إلى الردع والمطالبة بحقوق الإنسان، خاصة في ظل التطورات القانونية التي أوقفت عقوبة القتل تعزيراً للقاصرين منذ عام 2020.

في الختام، تشكل هذه الحادثة دروساً حول مخاطر الجرائم المنظمة ودور القانون في الحفاظ على الاستقرار. بدأت القضية باختطاف الأطفال نايف القرادي ويوسف العماري وموسى الخنيزي من مستشفيات المنطقة الشرقية، لكنها انتهت بإعادة الأطفال إلى أسرهم وإصدار حكم نهائي أكد على خطورة مثل هذه الأفعال. رغم ذلك، أثار تنفيذ العقوبة مخاوف من منظمات حقوقية، مما يدفع نحو نقاش أوسع حول توازن العدالة والرحمة في نظام العقوبات. في مجتمع يسعى لتعزيز الأمان، يظل هذا الحدث تذكيراً بأن الجرائم ضد الأبرياء لن تمر دون حساب، مع الالتزام بمبادئ الشريعة التي تهدف إلى حماية المجتمع ككل.