انتحار صامت لإسرائيل.. تحذير عاجل من تحول جذري في موقف ترامب!

في عالم السياسة الدولية المتقلب، يبرز تحليل حديث من صحيفة هآرتس العبرية يسلط الضوء على تحولات غير متوقعة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. هذا التحول يعكس تغييرات استراتيجية قد تعيد تشكيل التوازنات الإقليمية، حيث يبدو أن الرئيس دونالد ترامب يبتعد تدريجياً عن التحالف التقليدي مع تل أبيب، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الشراكة التاريخية بين البلدين.

تحول جذري في موقف ترامب من إسرائيل

تكشف تقارير صحيفة هآرتس عن دلالات واضحة على تحول جذري في سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إسرائيل، مما يشير إلى انفكاك تدريجي يعكس أولويات جديدة على الساحة الدولية. في مقالة للصحفية رافيت هيخت، تُبرز الصحيفة صفقة إطلاق سراح المواطن الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر كإشارة أولى واضحة، حيث تمت هذه الصفقة بشكل فردي دون أي إطار تحالفي أو أمني مشترك. هذا النهج الجديد يتناقض مع السياسات السابقة، حيث لم يصدر ترامب أي بيان علني للدعوة إلى وقف الحرب في غزة، ولم يلوح بفرض عقوبات أو تجميد المساعدات العسكرية، وحتى لم يستخدم الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن للدفاع عن إسرائيل كما كان معتاداً. بدلاً من ذلك، يبدو أن ترامب يعتمد استراتيجية من الصمت والتريث، مما يعبر عن تخلي هادئ ومدروس عن الحليف التقليدي.

تغييرات استراتيجية في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

مع هذه التغييرات الاستراتيجية، يتجه ترامب نحو تعزيز شراكات أخرى في المنطقة، خاصة مع المملكة العربية السعودية، التي أصبحت من منظوره شريكاً أساسياً في قضايا الطاقة والاستقرار الإقليمي. هذا التحول يتجاوز مجرد تغيير في الأولويات، حيث ترك ترامب إسرائيل تواجه تحدياتها لوحدها، مثل مواجهة الصواريخ من الحوثيين وتعطيل حركة الملاحة الجوية. كما يشير التحليل إلى احتمالية اقتراب ترامب من عقد اتفاق مع إيران، اتفاق قد لا يأخذ بعين الاعتبار المصالح الإسرائيلية، مما يمثل خطراً وجودياً على أمنها. من بين المؤشرات الأخرى، يلاحظ تراجع اهتمام ترامب بملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، الذي كان في السابق أولوية رئيسية، حيث لم يبذل أي جهد للضغط على الحكومة الإسرائيلية لاستعادتهم، معلناً بذلك تركه للقضية في يد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دون تدخل.

في الختام، يوصف هذا التحول بأنه “تحول وجودي”، حيث أن شخصية ترامب، المعروفة بقراراتها الاقتصادية الجريئة، لم تعد ترى نفسها ملتزمة بحماية إسرائيل أو تأديب حكومتها. وفقاً للكاتبة، يكفي أن تترك إسرائيل وحدها في حرب طويلة الأمد لتستنزف مواردها وتفقد نفوذها الدولي تدريجياً. هذا الوضع يؤدي إلى عزلة متزايدة، ليس بسبب عداء مباشر، بل نتيجة صمت الحلفاء التقليديين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة. في نهاية المطاف، يحذر التحليل من أن إسرائيل قد تكون مسيرة نحو “انتحار صامت”، حيث تزداد عزلتها دون حاجة إلى إجراءات صارمة، مما يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بأكمله. هذه التحولات ليست مجرد تغييرات سياسية عابرة، بل قد تشكل مستقبلاً يعتمد على توازنات جديدة في التحالفات الدولية.