كأس العرب هي واحدة من أبرز المنافسات الرياضية في العالم العربي، حيث تجمع بين المنتخبات الوطنية لتعزيز الروح الجماعية والمنافسة العادلة. منذ انطلاقها في العام 1963، شهدت هذه البطولة تطورًا ملحوظًا، خاصة مع انتقال إشرافها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في عام 2021. فيما يلي نظرة شاملة على تاريخها المثير، بما في ذلك الإنجازات والتحديات التي واجهتها.
كأس العرب: كل ما تريد معرفته عن تاريخها
بدأت كأس العرب، المعروفة سابقًا باسم كأس الاتحاد العربي لكرة القدم، في عام 1963 في لبنان، حيث فازت منتخب تونس باللقب الأول مع مشاركة خمسة فرق فقط. شهدت البطولة توقفًا لفترة تزيد عن عقدين بعد النسختين التاليتين في 1964 و1966، قبل أن تعود في عام 1985. خلال تلك الفترة، استمرت تحت تنظيم الاتحاد العربي لكرة القدم حتى عام 2012، حيث احتضنت خمس نسخ إضافية. مع مرور السنين، تطورت البطولة لتشمل المزيد من الفرق، كما في نسخة 1998 التي نظمت في قطر وشهدت مشاركة 12 منتخبًا، مما يمثل قفزة نوعية في حجمها مقارنة بالبدايات.
في عام 2021، واجهت كأس العرب تحولًا جذريًا مع دخول فيفا كمنظِّم رسمي، مما جعلها تتضمن 16 منتخبًا في الدور النهائي وتقام على ملاعب كأس العالم 2022 في قطر. هذا التغيير لم يعزز فقط من هيبة البطولة بل أكد على دورها في تعزيز الروابط الرياضية بين الدول العربية. في الواقع، فازت ستة منتخبات باللقب على مدار تسع نسخ، مع إحراز العراق لأربعة ألقاب، تليه السعودية باثنين، بينما حققت تونس ومصر والمغرب والجزائر كل منها لقبًا واحدًا. هذه الإنجازات تبرز التنافسية العالية والمستويات الفنية التي شهدتها البطولة على مر الزمان.
تطور بطولة الفيفا للعرب
مع مرور السنوات، شهدت كأس العرب نموًا في عدد الدول المستضيفة، إذ احتضنت سبعة دول البطولة بأكملها. تألقت الكويت والسعودية كأكثر الدول استضافة، مع ترتيبي نسختين لكل، بينما قامت لبنان والعراق والأردن وسوريا وقطر كل منها باستضافة نسخة واحدة. تفردت قطر في النسخة الأخيرة من عام 2021، حيث أصبحت ثالث دولة تستضيف بطولتين عربيتين، وهو ما يعكس دورها الرائد في الرياضة. كما أن قرار فيفا في 15 مايو 2024 بمنح قطر استضافة النسخ الثلاثة المقبلة للأعوام 2025 و2029 و2033 يؤكد التزام الاتحاد بدعم هذه البطولة كمنصة إقليمية حيوية.
بالنسبة لنسخة قطر 2025، ستشهد مشاركة 16 منتخبًا عربيًا، حيث تأهلت تسعة منها مباشرة بناءً على تصنيف فيفا، بما في ذلك الجزائر كحاملة اللقب وقطر كدولة مضيفة. ستتنافس السبعة الآخرون من خلال التصفيات في نوفمبر 2024، مما يضيف إثارة إلى المنافسة. من جانب مصر، المنتخب الذي يتطلع إلى تحقيق لقب ثانٍ، يديره فريق فني متميز يضم حلمي طولان كمدير فني، وأحمد حسن كمدير للمنتخب، وممدوح المحمدي ومحمد نور كمدربين عامين، وعصام الحضري كمدرب لحراس المرمى. هذا التشكيل يعكس الجهود المبذولة لتعزيز الأداء وتحقيق نتائج إيجابية.
في النهاية، تمثل كأس العرب أكثر من مجرد بطولة رياضية؛ إنها رمز للوحدة العربية والتطور الرياضي. من خلال تاريخها الغني بالانتصارات والتحديات، مثل توقفها في عام 1982 بسبب الظروف السياسية، إلى نموها الحالي تحت رعاية فيفا، تواصل هذه البطولة في جذب الجماهير وإلهام الأجيال الجديدة. مع اقتراب نسخة 2025، يبقى التركيز على تعزيز المنافسة العادلة والارتقاء بالرياضة في المنطقة.
تعليقات