زي النهارده: الأهلي يتوج بطلاً للدوري للمرة الثامنة بثلاثية قاتلة أمام الزمالك!

في تاريخ الرياضة المصرية، يظل يوم 23 مايو 1958 علامة فارقة، حيث حقق نادي الأهلي إنجازه المذهل بتتويج نفسه بطلاً للدوري المصري للمرة الثامنة على التوالي. كانت تلك المباراة الحاسمة أمام الزمالك بمثابة قمة للتفوق الرياضي، حيث فاز الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، مما أكد تفوقه في البطولة. هذا الإنجاز لم يكن مجرد لقب آخر، بل تعبيراً عن القوة والاستمرارية التي ميزت الفريق طوال عقود.

الأهلي يتألق في بطولة الدوري

في ذلك اليوم من عام 1958، شهد استاد الزمالك معركة رياضية حماسية في النسخة العاشرة من الدوري المصري. كان الأهلي قد تأهل كبطل للمجموعة الأولى، بينما كان الزمالك بطل المجموعة الثانية، وانتهت مباراة الذهاب قبل خمسة أيام بتعادل بهدف لكل فريق على أرض استاد الأهلي، في قمة تاريخية كانت الـ18 بين الفريقين. مع بداية المباراة في تمام الخامسة مساء يوم الجمعة، سجل الأهلي هدفه الأول بعد ست دقائق فقط من خلال هجوم مرتب، حيث برز دور الرباعي رفعت الفناجيلي، ميمي الشربيني، طارق سليم، وصالح سليم في تسديدة مخطوفة للسيد الضيظوى. رغم محاولات الزمالك، مثل تسديدة علاء الحامولي وكرة خليل قدري، انتهى الشوط الأول بتقدم الأهلي بهدف نظيف، مدعوماً بأداء دفاعي قوي من لاعبين مثل فوزي جمعة وطلعت عبد الحميد.

في الشوط الثاني، استعاد صالح سليم دوره كقائد فني، مضاعفاً النتيجة في الدقيقة العاشرة عبر متابعة لبعض الكرة التي ارتدت من العارضة، ليضيف هدفاً شخصياً ثانياً قبل خمس دقائق من النهاية، بعد تلقي كرة طائشة وتفوقه على حارس الزمالك ألدو. لم ينجح الزمالك إلا في تخفيف الضغط بهدف عصام بهيج قبل دقيقتين من النهاية. مثل الأهلي في هذه المباراة تشكيلة قوية تضمنت عادل هيكل، سليمان فارس، وسيد صالح، بينما مثل الزمالك لاعبون مثل يكن حسين، محمد رفاعي، وميمي فكري. أدار المباراة الحكم حسين إمام مع مساعديه أحمد الخولي وفتحي نصير، مما ضمن سيرها بكفاءة عالية.

هذا الفوز لم يكن نهاية المسيرة، بل جزءاً من تراث عريض للأهلي، الذي توج بـ154 بطولة محلية حتى الآن، تشمل 44 لقباً في الدوري العام، 39 لقباً في كأس مصر، و15 لقباً في السوبر المحلي، بالإضافة إلى 7 ألقاب في بطولة السلطان حسين و16 لقباً في دوري منطقة القاهرة. على المستوى القاري، حقق الأهلي 4 ألقاب في كأس الكؤوس الأفريقية خلال الأعوام 1984، 1985، 1986، و1993، وتوج بـ12 لقباً في دوري أبطال إفريقيا في سنوات 1982، 1987، 2001، 2005، 2006، 2008، 2012، 2013، 2020، 2021، 2023، و2024. كما فاز مرة واحدة بالكونفدرالية في 2014، وبتشكيلة قوية من 8 ألقاب في السوبر الأفريقي في الأعوام 2002، 2006، 2007، 2009، 2013، 2014، 2020، و2021، بالإضافة إلى لقب واحد في كأس الأفرو آسيوية عام 1998، مما يجعله يمتلك 26 لقباً قارياً.

على المستوى العربي، يستمر الأهلي في التألق، حيث فاز بالبطولة العربية لأبطال الدوري مرة واحدة، وبالبطولة العربية لأبطال الكؤوس مرة أخرى، إلى جانب فوزه بكأس النخبة العربية مرتين، وتتويجه بكأس أفريقيا وأسيا والمحيط الهادي مرة في تاريخه. هذا الإرث يمتد أيضاً إلى البطولات الدولية، حيث حقق الأهلي أربع ميداليات برونزية في كأس العالم للأندية، مما يعكس دوره كقوة عالمية في كرة القدم. يبقى الأهلي رمزاً للتميز والإصرار، حاملاً راية الرياضة المصرية إلى أعلى المراتب.

إنجازات كروية للمارد الأحمر

مع مرور السنين، يظل الأهلي يبني على إرثه الرياضي، حيث أصبح البطل المثالي في العديد من البطولات. هذا الإنجاز في 1958 لم يكن سوى بداية لسلسلة من الفتوحات التي تشمل الدوريات والكؤوس، مما يعزز من سمعته كفريق قوي يجمع بين المهارة والاستراتيجية. في الختام، يمثل الأهلي نموذجاً للرياضة الناجحة، حيث يستمر في تحقيق الانتصارات التي تجذب آلاف المعجبين وتعزز من المنافسة الرياضية في المنطقة.