يقدم مسجد الفولى في محافظة المنيا، على كورنيش النيل، إقبالاً كبيراً من الزائرين والمريدين، خاصة خلال أداء صلاة الجمعة. يُعد هذا المسجد أحد أبرز المعالم التاريخية في المنطقة، حيث تحول من زاوية صغيرة إلى معلم حضاري بارز، وفقاً للروايات التاريخية التي ترتبط بزيارة الخديوي إسماعيل نفسه. يجمع الموقع بين الطابع الديني والثقافي، حيث يحتشد المصلون والزوار يومياً، مع حضور عادات محلية مثل حلاقة الطفل الأول في ساحته أو مشاهدة الفول النابت في الأسواق المجاورة. هذا الإقبال يعكس أهمية المسجد كمركز روحي وحيوي.
مسجد الفولى: قبلة المريدين في المنيا
يتميز مسجد الفولى بموقعه الاستراتيجي على شاطئ النيل، بجانب حديقة عامة واسعة، مما يجعله نقطة جذب للعائلات والزوار. بني المسجد في العصور المتأخرة، ويبلغ ارتفاع جدرانه من الخارج 12 متراً، ومن الداخل 9.20 متراً، بينما تصل منارته المزينة بهلال إلى 38 متراً. أرض المسجد مرتفعة بنحو 1.50 متر عن الشوارع المحيطة، مما يمنحها طابعاً مميزاً. داخل الضريح، تبرز الشبابيك المصنوعة من الجص المفرغ والمزينة بزجاج ملون، بالإضافة إلى المنبر والكرسي المصنوعين من خشب نقي معشق بأشكال هندسية من خشب الزان. مدخل المسجد الرئيسي يتكون من بهو مستطيل يحتوي على ثلاثة عقود محمولة على عمودين، مع باب رئيسي في العقدة الأوسطة وشبابيك جانبية من الخرط. يؤدي الدرج المغطى بالموزايكو إلى هذا المدخل، مما يضيف لمسة فنية تاريخية. من الداخل، يأخذ المسجد شكلاً مربعاً بأربعة أكتاف مشعبة تتكون من عقود عربية تتوزع على أعمدة مزينة بقواعد وتيجان تقليدية.
تطور الضريح التاريخي
شهد مسجد سيدي أحمد الفولى تطويراً شاملاً في السنوات الأخيرة، مما عزز من دوره كمعلم حضاري. بلغت تكلفة أعمال الصيانة والتحسين حوالي 3 ملايين جنيه، حيث شملت إصلاح دورات المياه، دهان الواجهات الخارجية والحوائط الداخلية، بالإضافة إلى صيانة أنظمة الكهرباء وزيادة الإضاءة في المناطق المحيطة. هذه الجهود لم تقتصر على الحفاظ على الطابع التاريخي للمسجد، بل ساهمت في تعزيز الجاذبية السياحية والروحية للمنطقة. يظل المسجد يوم الجمعة مزدحماً بالمريدين الذين يأتون من مختلف الأنحاء لأداء الصلاة، مع مزيج من الطقوس الشعبية مثل تهنئة الأطفال بعد حلاقة شعرهم الأولى، إلى جانب الاستمتاع بمناظر النيل وأجواء السوق القريب. هذا التطور يعكس التزام الجهات المحلية بحماية التراث الإسلامي، مما يجعل مسجد الفولى ليس مجرد مكان للعبادة، بل مركزاً حيوياً يعزز الروابط الاجتماعية والثقافية في محافظة المنيا. بهذا الشكل، يستمر المسجد في جذب الأجيال الجديدة، محافظاً على إرثه كقبلة للمريدين والزائرين.
تعليقات