عقد معهد التخطيط القومي الحلقة الثامنة لنشاط المتابعات العلمية خلال العام الأكاديمي 2024/2025، لاستعراض تفاصيل “الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر 2024”. كانت الحلقة مفيدة لمناقشة الإطار الذي يساعد في تنسيق الموارد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع إدارتها من قبل د. هبة الباز، وتقديم د. خالد زكريا، وبحضور عدد من الخبراء والأكاديميين البارزين.
الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر
تستهدف الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر 2024 تعزيز الإطار التمويلي الشامل، الذي أصدرته وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تسارع تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تحليل فجوات التمويل وضمان تخصيص الموارد بفعالية لقطاعات أساسية مثل الصحة، التعليم، المياه، النقل، تغير المناخ، الحماية الاجتماعية، وتمكين المرأة. كما أبرز د. خالد زكريا أن هذه الاستراتيجية تتبع النهج العالمي للإطار الوطني المتكامل للتمويل، الذي يتوافق مع رؤية مصر 2030 وخطة عمل أديس أبابا. في السياق ذاته، ساهمت مصر كواحدة من 36 دولة أفريقية في تطوير هذا الإطار من خلال ركائز رئيسية تشمل التقييم، إعداد الاستراتيجيات، المتابعة، والحوكمة، مما يعزز من القدرة على حشد موارد إضافية من مصادر متنوعة.
إطار التمويل الوطني المتكامل
يقدم هذا الإطار عملية منهجية لتحديد السياسات والإصلاحات اللازمة لمواءمة الموارد المالية مع أولويات التنمية الوطنية، مما يساعد في تعزيز كفاءة آليات التمويل وتحقيق الاتساق مع أهداف التنمية المستدامة. من جانبها، أكدت د. هبة الباز أن الاستراتيجية تساعد الدول النامية في عرض احتياجاتها أمام المجتمع الدولي، مع تشجيع التعاون متعدد الأطراف لتمويل التنمية. على سبيل المثال، تشمل الأدوات المقترحة تحسين تخصيص الموارد للقطاعات الأساسية، إذ تم تطويرها بمشاركة واسعة من جهات حكومية مثل وزارة المالية، وزارة الصحة، وزارة التربية والتعليم، وزارة التنمية المحلية، وزارة النقل، البنك المركزي، والمجلس القومي للمرأة. هذا النهج يعزز من القدرة على معالجة تحديات التمويل، مثل تقليل الفجوات وتعزيز الكفاءة في استخدام الموارد، لضمان استدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. في الختام، تعكس الاستراتيجية التزام مصر ببناء نظام تمويلي قوي يدعم الأولويات الوطنية، مما يجعلها خطوة حاسمة نحو تحقيق رؤية مستقبلية مستدامة.
تعليقات