قال وزير النفط الكويتي الدكتور سعد البراك، خلال مقابلة على هامش منتدى أوبك الدولي الثامن، أن الكويت مستمرة في تطوير حقل الدرة بالتعاون الكامل مع المملكة العربية السعودية. سيتم الاستثمار في الحقل من قبل شركة واحدة فقط، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى إنتاج يومي يصل إلى مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى 84 ألف برميل من المكثفات. سيتم تقاسم الإنتاج بالتساوي بين الطرفين، معتمدين على آلية “الفصل البحري” لتوزيع الحصص بدقة.
تطوير حقل الدرة
يعكس هذا التطوير جهود الكويت لتعزيز إنتاج الطاقة، حيث أكد الوزير البراك التزام بلاده بالاتفاقات الدولية مع السعودية. في المقابلة التي أجرتها قناة “العربية”، شدد على أن الشركة الوحيدة المسؤولة عن الاستثمار ستضمن الكفاءة في التشغيل. بالإضافة إلى ذلك، يركز البراك على تحقيق طموحات وزارته في دعم النمو الاقتصادي والتوسع في فرص الوظائف، مع تطوير البنى التحتية لتعزيز القدرات الإنتاجية. كما أعلن أن الكويت ستطالب بزيادة حصتها في إنتاج أوبك بلس، حيث يبلغ الإنتاج الحالي 2.5 مليون برميل يومياً، مع التزام تام باتفاق أوبك+، وهدف لرفع هذه الحصة في المستقبل. يهدف البرنامج الاستراتيجي للكويت إلى زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 3.2 مليون برميل يومياً بحلول عام 2024، مما يعزز موقعها في سوق الطاقة العالمية.
الحقول الغازية المشتركة
تشكل حقول مثل الدرة نموذجاً للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة، حيث يقع الحقل في منطقة حدودية مشتركة بين الكويت والسعودية، وكان قد تعرض لتأخيرات بسبب النزاعات السابقة مع إيران. استكشف الحقل لأول مرة في ستينات القرن العشرين، لكنه لم يبدأ في الإنتاج بسبب موقعه الحساس. ومع ذلك، أدت اتفاقية موقعة بين الكويت والسعودية في 21 مارس 2022 إلى فتح الباب أمام تطويره بطاقة تصل إلى مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً. هذا التطوير سيحقق إنتاجاً متوازناً، حيث يتم فصل الحصص في البحر مباشرة، مما يسمح بإرسال حصة السعودية، من خلال شركة أرامكو، إلى مرافقها في الخفجي، بينما توجه حصة الشركة الكويتية لنفط الخليج إلى مرافقها في الزور. هذا النهج يضمن توزيعاً عادلاً للغاز الطبيعي وسوائله والمكثفات، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي لكلا البلدين. في السياق العام، يمثل هذا التقدم خطوة حاسمة نحو تعزيز الاستقلال الطاقي ودعم الاقتصادات المحلية من خلال زيادة الإنتاج والاستثمارات المشتركة، مع التركيز على الابتكار التكنولوجي لتقليل التأثيرات البيئية وتحقيق الاستدامة طويلة الأمد.
تعليقات