حمدان بن محمد: الصناعة ركيزة للسيادة الوطنية
مقدمة: دور القيادة في تعزيز الاستقلال الاقتصادي
في عالم يتسم بالتغيرات السريعة والتحديات الجيوسياسية، يُعد بناء قاعدة صناعية قوية أحد أبرز العناصر الأساسية لضمان السيادة الوطنية. هذا ما يؤكده سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي وأحد كبار القادة في الإمارات العربية المتحدة، الذي يرى في الصناعة أكثر من مجرد قطاع اقتصادي؛ إنها ركيزة حاسمة للاستقلال الوطني وتعزيز القدرة على الصمود أمام التحديات العالمية. من خلال خطاباته ومبادراته، يبرز الشيخ حمدان كرمز للرؤية الاستراتيجية التي تركز على التنويع الاقتصادي، حيث يُعَد الاتجاه نحو الصناعة المتقدمة خطوة أساسية لتحويل الدولة من اقتصاد يعتمد على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد معرفي مستقل.
أهمية الصناعة في بناء السيادة الوطنية
يعرف الشيخ حمدان بن محمد السيادة الوطنية بأنها ليست مقتصرة على الجوانب العسكرية أو السياسية فحسب، بل تمتد إلى القدرة على ضمان الاستقلال الاقتصادي والتكنولوجي. في كلماته أمام المنصات الدولية والمحلية، يؤكد على أن الصناعة تمثل "الدرع الاقتصادي" الذي يحمي الدول من التدخلات الخارجية ويقلل من الاعتماد على الاستيرادات. على سبيل المثال، في ظل التحديات الناتجة عن جائحة كوفيد-19 وتقلبات أسعار الطاقة، أظهرت الدول ذات القواعد الصناعية القوية، مثل الإمارات، قدرة أكبر على الصمود، وذلك بفضل الاستثمارات في قطاعات مثل التصنيع المتقدم والتكنولوجيا.
في الإمارات، يُعَد برنامج "رؤية 2031"، الذي يدعم مبادرات الشيخ حمدان، مثالاً بارزاً على هذا التوجه. يركز البرنامج على تطوير الصناعات الاستراتيجية مثل الطاقة المتجددة، الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، مما يساهم في خلق ملايين فرص العمل وتعزيز الابتكار. في أحد اللقاءات الإعلامية، أعرب الشيخ حمدان عن قناعته بأن "الصناعة ليست مجرد مصدر للنمو الاقتصادي، بل هي أداة لتعزيز السيادة الوطنية من خلال بناء قدرات محلية تجعل الدولة أقل عرضة للصدمات الخارجية".
الصناعة كأداة للأمن الاقتصادي والتكنولوجي
تُعتبر الصناعة في رؤية الشيخ حمدان بن محمد ركيزة للأمن الوطني الشامل. في عصر الرقمنة، أصبح الاعتماد على التقنيات المستوردة مصدراً للضعف، حيث يمكن أن تؤثر العقوبات الدولية أو النزاعات التجارية على سلاسل الإمداد. لهذا السبب، يدعو الشيخ حمدان إلى تعزيز الصناعات المحلية، مثل تلك المتعلقة بالطاقة والصحة، لضمان السيطرة على المصادر الحيوية. على سبيل المثال، مشروعات مثل "مبادرة صناعة الإمارات" تهدف إلى تحويل البلاد إلى مركز إقليمي للتصنيع، حيث يتم إنتاج المنتجات المحلية التي كانت سابقاً معتمدة على الواردات.
كما يربط الشيخ حمدان بين الصناعة والتنمية البشرية، مؤكداً أن تعزيز هذا القطاع يساهم في بناء جيل شاب مدرب ومبدع. من خلال برامج التدريب والشراكات مع الجامعات، يسعى إلى جعل الإمارات قوة صناعية متنافسة عالمياً. هذا النهج ليس جديداً في تاريخ الإمارات، حيث بدأت القيادة منذ عقود في تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، لكن دور الشيخ حمدان يتميز بتركيزه على الابتكار والاستدامة، في ظل تغير المناخ وتحديات التنمية المستدامة.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم التقدم الملحوظ، يواجه قطاع الصناعة في الإمارات تحديات مثل نقص المهارات المحلية وعوائق التنظيمات الدولية. يرى الشيخ حمدان أن هذه التحديات يمكن التغلب عليها من خلال الاستثمارات في التعليم والشراكات الدولية. في خطابه خلال منتدى دبي الاقتصادي عام 2023، شدد على ضرورة "بناء جسر بين الصناعة والتعليم لضمان أن تكون السيادة الوطنية مبنية على أساس من المعرفة والابتكار".
في الختام، يمثل الشيخ حمدان بن محمد رمزاً للقيادة الرؤيوية التي ترى في الصناعة أكثر من مجرد قطاع اقتصادي؛ إنها عماد السيادة الوطنية. من خلال هذا النهج، تسعى الإمارات لتحقيق استقلال اقتصادي حقيقي، مما يجعلها قدوة للدول الناشئة. مع استمرار التحديثات التكنولوجية والاستثمارات الاستراتيجية، يبدو مستقبل الإمارات مشرقاً، حيث تتحول الصناعة إلى ركيزة أساسية للأمن والازدهار الوطني.
المصادر: بناءً على خطابات ومبادرات الشيخ حمدان بن محمد المنشورة في وسائل الإعلام الإماراتية والدولية، بالإضافة إلى تقارير الرؤية الوطنية للإمارات.
تعليقات