شهدت أسعار الذهب العالمي ارتفاعاً ملحوظاً اليوم، مدعوماً بتراجع قيمة الدولار الأمريكي، حيث أثرت الاضطرابات الاقتصادية والشكوك السياسية في الولايات المتحدة على زيادة الطلب عليه كملاذ آمن. هذا الارتفاع يعكس التوترات الناشئة عن مشروع قانون الضرائب الجديد، الذي أثار جدلاً واسعاً وأدى إلى هبوط الدولار، مما شجع المستثمرين على اللجوء إلى الذهب للحماية من التقلبات.
سعر الذهب يرتفع بقوة
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي اليوم بنسبة 0.6%، ليصل إلى أعلى مستوياته في أسبوع، عند 3320 دولاراً للأونصة، بعد أن بدأ التداولات عند 3292 دولاراً ويستمر الآن عند حوالي 3309 دولارات. هذا الارتفاع يأتي بعد صعود يوم أمس بنسبة 1.8%, مما يعيد الذهب إلى مساره الصعودي التدريجي منذ مطلع الأسبوع، رغم الانخفاض الحاد الذي شهده خلال الأسبوع الماضي. يرتبط هذا الارتفاع بشكل مباشر بتراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في أسبوعين، نتيجة لتخفيض تصنيف الائتمان الوطني من قبل وكالة موديز، بالإضافة إلى الشكوك المحيطة بمشروع قانون الضرائب للرئيس ترامب، الذي يواجه معارضة قوية في مجلس النواب من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي. يرى خبراء مثل جولد بيليون أن هذا المشروع قد يزيد الضغط على التمويل الحكومي ويعزز الغموض المالي، مما يدعم بالتالي انتعاش الذهب كخيار استثماري آمن.
أسعار الذهب في الصعود
في السياق العام، ساعدت الأوضاع الاقتصادية الحالية على تعزيز انتعاش الذهب منذ بداية الأسبوع، حيث يبدو أن التوقعات تشير إلى مزيد من الارتفاع على المدى المتوسط والطويل. مع تزايد الطلب عليه كملاذ آمن، يواجه الذهب تحديات محتملة من أي تطورات إيجابية في الاتفاقات التجارية الأمريكية، والتي قد تعيق مسيرته نحو العودة إلى المستويات التاريخية مثل 3500 دولار للأونصة. على سبيل المثال، يستمر الذهب في جذب الاستثمارات بفضل استقراره النسبي مقارنة بالأصول الأخرى، خاصة مع استمرار التوترات الدولية التي تضعف الدولار. في الواقع، يعتبر هذا الارتفاع جزءاً من اتجاه أوسع، حيث أصبح الذهب مفتاحاً للمستثمرين الذين يسعون للتحوط ضد التغيرات الاقتصادية غير المتوقعة. وفقاً للتحليلات، فإن أي تأخر في إقرار التشريعات الضريبية يمكن أن يعزز هذا الاتجاه، مما يجعل الذهب خياراً مفضلاً في أسواق الاستثمار العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يلعب دور الذهب في تنويع المحافظ الاستثمارية دوراً حاسماً، حيث يوفر حماية ضد التضخم والتقلبات الاقتصادية، ويشكل قوة دافعة للارتفاع المستمر في أسعاره. من ناحية أخرى، يجب على المستثمرين مراقبة التطورات السياسية، فأي اتفاق تجاري أو اقتراح مالي إيجابي قد يقلل من جاذبية الذهب مؤقتاً، لكنه يظل في المقام الأول خياراً استراتيجياً للاستقرار طويل الأمد.
تعليقات