جائحة الكوليرا تهدد عدن.. نداء إنقاذ عاجل من السلطات الصحية

أطلق مدير مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة عدن، أحمد البيشي، نداءً عاجلاً للمسؤولين الرئيسيين، بما في ذلك وزير الصحة العامة والسكان قاسم بحيبح ومحافظ عدن أحمد حامد لملس. هذا النداء يأتي كرد فعل لتدهور الوضع الصحي الناتج عن تفشي الكوليرا، الذي وصل إلى مستويات خطيرة على الرغم من هدنة نسبية في عدد الإصابات خلال الشهرين الماضيين. وفقاً للتقارير الرسمية، شهد شهر مايو ارتفاعاً حاداً في أعداد الإصابات، مما أدى إلى تسجيل حالات وفاة بسبب مضاعفات المرض، وهذا يعكس الضغط المتزايد على منظومة الرعاية الصحية في المنطقة.

تفشي الكوليرا في عدن يهدد الحياة

تشير الوثائق الرسمية الصادرة عن مكتب الصحة في عدن إلى معاناة مركز عزل الكوليرا بمستشفى الصداقة من نقص شديد في الكوادر الطبية والمستلزمات الأساسية. الفريق الطبي الحالي، المكون من ستة أطباء وتسعة ممرضين، يعمل بشكل طوعي وبإمكانيات محدودة منذ ثلاثة أشهر، مما يعرض حياة المرضى للخطر. كما سجلت التقارير زيادة كبيرة في عدد الحالات اليومية، حيث تصل إلى عشرات الإصابات كل يوم، ومع وجود طبيب واحد فقط خلال الفترات الذروة، أدى ذلك إلى تفاقم الوضع ووصول بعض المرضى إلى مراحل حيوية خطيرة مثل الفشل الكلوي. هذه الظروف تجعل الخدمات الطبية غير كافية، مما يعني أن آلاف الأشخاص في عدن ومحافظات مجاورة يواجهون مخاطر صحية جسيمة.

انتشار الوباء وتحديات السيطرة عليه

بالرغم من الجهود المبذولة، فإن الدعم الخارجي بقي محدوداً وغير كافٍ لاحتواء الوباء. على سبيل المثال، قدمت منظمة الصحة العالمية وصندوق الملك سلمان للإغاثة مساعدات محدودة، لكنها لم تكن كافية لتلبية الاحتياجات الطارئة. يُذكر أن مركز العزل في مستشفى الصداقة يُعد مرجعاً رئيسياً لمحافظة عدن والمناطق المجاورة، مما يزيد من عبء العمل عليه. ومع تزايد الحالات، أصبح من الضروري تعزيز الكوادر الطبية بإضافة أطباء وممرضين وفنيين متخصصين، بالإضافة إلى توفير الأدوية والمستلزمات الطبية فوراً. كما يتطلب الأمر دعماً لوجستياً مستمراً لضمان السيطرة على الوباء ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى. الجهات الصحية في عدن تؤكد على ضرورة التدخل العاجل من قبل وزارة الصحة والمنظمات الداعمة، حيث أن تأخير أي إجراء قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.

في الختام، يظل وضع الكوليرا في عدن يتطلب انتباهاً فورياً ومنظماً، حيث أن الوباء ليس مجرد تحدي صحي بل أزمة تعكس هشاشة البنية التحتية للرعاية الصحية في المنطقة. يجب على جميع الأطراف المعنية، سواء كانت حكومية أو دولية، التعاون لتقديم دعم شامل يشمل تدريب الكوادر الطبية وزيادة الوعي المجتمعي للوقاية من المرض. إذا لم يتم التعامل مع هذا الوباء بفعالية، فقد يمتد تأثيره إلى مناطق أوسع، مما يهدد صحة السكان ويؤثر على الاستقرار الاجتماعي. لذا، من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن تتخذ إجراءات فورية لاحتواء الموقف وضمان توفير الرعاية اللازمة للمصابين، مع التركيز على الوقاية لتجنب تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل.