أزمة صحية جديدة: الأطعمة المصنعة مرتبطة بالاكتئاب والخرف

كشفت دراسةً علمية حديثة أن الأطعمة فائقة التصنيع، مثل رقائق البطاطس وألواح البروتين، ترتبط بارتفاع معدلات الاضطرابات العقلية والعصبية، مثل الاكتئاب والقلق والخرف والتوحد. يعود السبب الرئيسي إلى تسرّب الميكروبلاستيك إلى هذه الأطعمة خلال عمليات التصنيع والتعبئة، مما يؤدي إلى تراكمه في الجسم، بما في ذلك الدماغ.

أخطار الأطعمة فائقة التصنيع على الصحة العقلية

يعتمد الربط بين هذه الأطعمة والاضطرابات على حقيقة أنها تحتوي على كميات كبيرة من الميكروبلاستيك، الذي يتجاوز بكثير مستوياته في الأطعمة الكاملة. هذه الجزيئات الدقيقة تخترق الحاجز الدموي الدماغي، مما يسبب التهابات وإجهادًا تأكسديًا، بالإضافة إلى خلل في وظائف الميتوكوندريا ونظم الناقلات العصبية. كما أنها تؤثر على محور الأمعاء والدماغ، حيث يؤدي اضطراب ميكروبيوم الأمعاء إلى تفاقم المشكلات النفسية.

تأثير الطعام المعالج على الجهاز العصبي

تظهر الأبحاث أن استهلاك الأطعمة فائقة التصنيع يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 22%، والقلق بنسبة 48%، بالإضافة إلى اضطرابات النوم التي تصل إلى 41%. على سبيل المثال، دراسة أخرى أكدت أن الميكروبلاستيك يسبب تلفًا خلويًا في الجهاز العصبي المركزي، مما يعزز انتشار الخرف وزيادة حالاته بنسبة متنامية. في دراسة منفصلة، تم العثور على كميات عالية من هذه الجزيئات في أدمغة الأشخاص المصابين بالخرف، حيث بلغت مستوياتها عشرة أضعاف ما هي عليه لدى الأصحاء. كما أن ارتفاع معدلات التوحد، الذي أصبح يصيب واحدًا من كل 31 طفلاً في الولايات المتحدة مقارنة بواحد من كل 150 طفل سابقًا، يُعزى جزئيًا إلى تأثير هذه الجزيئات على ميكروبيوم الأمعاء وتغيير التعبير الجيني المتعلق بتطور الدماغ.

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي هذه الأطعمة على مواد تحلية صناعية ومعادن ثقيلة مثل الزئبق والرصاص، والتي تعطل التواصل بين خلايا الدماغ وتؤثر على الهرمونات، مما يفاقم الاضطرابات العصبية. الباحثون اقترحوا إنشاء مؤشر لقياس التعرض للميكروبلاستيك عبر الأطعمة، مع الدعوة إلى تقليل استهلاكه من خلال اختيار الأطعمة الكاملة واستخدام طرق تعبئة بديلة. كما أشاروا إلى جدوى تقنيات طبية مثل إزالة الميكروبلاستيك من الدم للحد من التراكم. في الختام، تشكل هذه الأطعمة تهديدًا حقيقيًا للصحة العقلية والعصبية، مع الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه العلاقة، بينما يُوصى بزيادة تناول الأطعمة الطبيعية لتعزيز الصحة العامة.