أفادت ثلاثة مصادر لوكالة رويترز بأن القيادة السورية اتخذت خطوة تاريخية باتفاقها على تسليم مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين إلى إسرائيل. هذه الخطوة تأتي في سياق محاولات لتخفيف التوترات الإقليمية وإظهار حسن النية تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث يُعتبر هذا الاتفاق إشارة إلى رغبة في تهدئة العلاقات. كوهين، الذي أصبح رمزاً للعمليات الاستخبارية خلال حقبة الستينيات، كان قد تم اعتقاله وإعدامه في سوريا، وتضمنت مقتنياته الوثائق والصور والممتلكات الشخصية التي تعكس جوانب من عمله السري. وبعد إعلان إسرائيل يوم الأحد عن استعادتها لهذه المقتنيات، أكدت أن جهاز “الموساد” شارك في عملية التعاون مع جهات أخرى لاستردادها، مما يعني أن هذا الاتفاق قد يفتح أبواباً لمفاوضات أوسع.
عاجل: الشّرع يُسلّم إسرائيل مقتنيات جاسوسها الشهير إيلي كوهين
في هذا السياق، يُعتبر تسليم مقتنيات إيلي كوهين خطوة بارزة في تاريخ العلاقات بين سوريا وإسرائيل، حيث يعكس تحولاً في السياسات الإقليمية. كوهين، المعروف باسمه المستعار “كامي”، كان قد نجح في اختراق أعلى المستويات في الحكومة السورية خلال الستينيات، مما ساهم في تغيير مسار بعض النزاعات. الآن، مع هذا الاتفاق، يبدو أن هناك اهتماماً متزايداً باستعادة التراث التاريخي لأفراد مثل كوهين، الذي يُرى في إسرائيل كبطل وطني، بينما يُنظر إليه في المنطقة العربية كرمز للعداء. الوثائق المسترجعة تشمل صوراً شخصية، رسائل، وأدوات استخبارية، والتي قد تساعد في فهم الدور الذي لعبه كوهين في الحرب. هذه الخطوة ليست مجرد تبادل مواد، بل هي إشارة إلى رغبة في بناء جسور بين الدول المعادية، خاصة في ظل التغيرات السياسية العالمية.
تسليم التراث السري لإيلي كوهين
بالعودة إلى التفاصيل، يُذكر أن عملية تسليم التراث السري لهذا الجاسوس تأتي في وقت حساس، حيث يسعى العديد من الدول لتجنب تصعيد الصراعات. إيلي كوهين، الذي ولد في مصر وانتقل إلى إسرائيل، كان جزءاً من عمليات “الموساد” التي استهدفت سوريا، ونجح في جمع معلومات حاسمة أدت إلى تغييرات استراتيجية. مع ذلك، فإن تسليم مقتنياته يفتح نقاشاً حول أخلاقيات الجاسوسية وعواقبها الطويلة الأمد، حيث يمكن أن تكشف هذه الوثائق جانباً جديداً من تاريخ الشرق الأوسط. على سبيل المثال، قد تشمل هذه المقتنيات تقارير استخبارية تفسر كيف ساهم كوهين في عملية “الكرامة” أو أحداث أخرى، مما يعطي منظوراً أعمق للصراع الإسرائيلي العربي. بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن مثل هذه الاتفاقات غالباً ما تكون جزءاً من صفقات أكبر، حيث يتم استخدامها لتبادل المصالح السياسية أو الدبلوماسية. في الواقع، هذا القرار من القيادة السورية يمكن أن يُفسر كمحاولة لتحسين صورتها دولياً، خاصة مع الضغوط الخارجية للتهدئة. من جانبها، إسرائيل ترى في هذا الاستعادة فوزاً وطنياً، حيث تعيد الاعتبار لأحد أبطالها الذين ضحوا في سبيل الأمن الوطني.
للاستمرار، يبقى من المهم النظر إلى التداعيات المستقبلية لهذا الاتفاق، فهو قد يفتح الباب لمبادرات أخرى تتعلق بتبادل الأسرى أو الوثائق التاريخية. كوهين لم يكن مجرد جاسوس، بل كان شخصية مثيرة للجدل، حيث ألهم العديد من الكتب والأفلام، مما يجعل تسليم مقتنياته حدثاً يتجاوز السياسة ليصبح جزءاً من الثقافة العامة. في الختام، يعكس هذا التحرك تغييراً محتملاً في ديناميكيات المنطقة، حيث يسعى الجميع للخروج من دائرة العداء، مستفيدين من فرص السلام الهشة. هذه الخطوة، بالرغم من تعقيدها، تقدم فرصة لإعادة كتابة بعض صفحات التاريخ بطريقة أكثر تعاوناً.
تعليقات