قصة إلهامية: سائقة الميكروباص دعاء برأس البر تروي كيف شجعها دعم العملاء للاستمرار.. فيديو حصري

في قلب شوارع مدينة رأس البر، تروي قصة ملهمة لامرأة شجاعة غيرت مسار حياتها لتدخل عالم العمل بثقة وقوة. “الأسطي دعاء”، كما يعرفها الجميع، تحولت من امرأة عادية إلى رمز للإصرار، حيث تحدت التقاليد والظروف الاقتصادية لتصبح سائقة ميكروباص ناجحة، تساعد عائلتها وتلهم الآخرين.

الأسطي دعاء سائقة الميكروباص

منذ أن قررت الخطوة الأولى في هذه المهنة، كانت دعاء إبراهيم، سيدة من دمياط، مصممة على تحقيق الاستقلال الاقتصادي. اشترت سيارتها بالتقسيط لتساعد زوجها في تلبية احتياجات الأسرة، وتعلمت قيادة السيارة في أقل من شهرين فقط. الآن، في كل صباح عند العاشرة، تنطلق في شوارع المدينة، تستخدم صوت التنبيه لجذب الركاب، محولة يومها إلى رحلة مليئة بالأمل والعمل الدؤوب. تقول دعاء: “كان هدفي الأول مساعدة زوجي، لكنني اكتشفت أن هذه المهنة أعطتني قوة وقدرة على البقاء.” بأجرة متواضعة لا تتجاوز الخمسة جنيهات للرحلة، تؤكد أن الرضا عن الرزق أهم من الربح المادي، فهي ترى في كل زبون فرصة لتقديم خدمة راقية دون رفع الأسعار.

مع مرور الوقت، تحول دعاء من سائقة مبتدئة إلى أيقونة محلية، حيث شجعها دعم الزبائن على مواصلة الطريق رغم التحديات الأولية. كانت تخشى ردود الفعل الاجتماعية، لكن التشجيع من الركاب غير شيء، إذ أصبح بعضهم يطلبها بالاسم مباشرة. “حب الناس أهم من الفلوس، وهذا ما نجحت فيه”، كما تعبر هي. الآن، أصبحت سائقة درجة أولى، خاصة مع طلبة المدارس الذين يثق آباؤهم بها تماماً، مما جعلها سائقة خاصة لهم. هذا النجاح لم يأتِ بالصدفة؛ بل من خلال تفانيها في المهنة، حيث تعتبر كل يوم فرصة للتعلم. “أتعلم كل يوم حاجة جديدة، مثل إصلاح عطل السيارة إذا حدث أي طارئ، وأنا أستمر في تطوير نفسي”، تقول، مما يعكس روحها الإيجابية والمستمرة.

سائقة الميكروباص في دمياط

في منطقة دمياط الغنية بالتاريخ والحيوية، مثلت دعاء نموذجاً مشرفاً للمرأة العاملة. هي ليست مجرد سائقة، بل امرأة فخورة بلقبها “الأسطى”، الذي أصبح جزءاً من هويتها. من خلال عملها، استطاعت دعاء مساعدة عائلتها، مما جعل حياتهم أكثر راحة ورضا. تقول إن هذا العمل لم يغير وضعها المالي فقط، بل غير تفكيرها وأعطاها ثقة كبيرة. “أنا فرحانة بهذه المهنة، لأنها سمحت لي بالعيش بكرامة وحماية بيتي”، تضيف. رسالتها الإلهامية تتجاوز حدود عملها؛ فهي تدعو كل امرأة إلى الاستفادة من وقتها في أعمال مفيدة. “ليس عيباً أن تعمل المرأة وتساعد زوجها، العيب أن تتركه يتحمل المسؤولية وحده، فنحن نعيش لنساعد بعضنا البعض حتى تمشي الحياة”.

هذه القصة تجسد الإصرار والتكيف مع الظروف، حيث أصبحت دعاء رمزاً للنساء اللواتي يسعين لتحقيق أحلامهن. في عالم يتغير بسرعة، تثبت أن المهن التقليدية مثل قيادة الميكروباص يمكن أن تكون بوابة للتمكين والنجاح. مع دعم الركاب وثقتهم، تستمر في رحلتها اليومية، محولة كل ركوبة إلى قصة إلهام. الآن، مع انتشار قصتها، أصبحت دعاء مصدراً للإلهام للعديد من النساء في دمياط ورأس البر، مما يعزز من دور المرأة في المجتمع. هذا النجاح يذكرنا بأن الرزق يأتي من أبواب متعددة، وأن الإيمان بالذات يمكن أن يغير مسار الحياة بأكمله.