أصدر مجلس الشورى قرارات مهمة خلال جلساته الأخيرة، حيث ركز على تحسين إدارة الموارد الوطنية وضمان التنمية المستدامة. في هذا السياق، طالب المجلس المركز الوطني لإدارة النفايات بالتعاون مع الجهات المعنية لتحويل المرادم التقليدية إلى نظم هندسية متطورة، مع تطوير القدرات البشرية من خلال برامج الابتعاث والتدريب. هذه الخطوات تهدف إلى تعزيز الكفاءة البيئية وضمان الالتزام بمعايير السلامة العالمية.
قرارات مجلس الشورى
في الجلسة العادية الثلاثين من أعمال السنة الأولى للدورة التاسعة، التي عقدت برئاسة نائب رئيس المجلس، الدكتور مشعل فهم السلمي، و بحضور الوزير الدولة عضو مجلس الوزراء، الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، ناقش المجلس عدة تقارير وأصدر قراره الرسمي حولها. من بين الموضوعات الرئيسية، دعا المجلس وكالة الفضاء السعودية إلى تعزيز دور المملكة في المؤشرات العالمية لقطاع الفضاء، مما يعزز مكانتها كمحور إقليمي ودولي مؤثر. كما دعا الوكالة إلى العمل على استراتيجيات تتيح للمملكة الريادة في هذا المجال، بما يتوافق مع أهداف التنمية الشاملة.
بالإضافة إلى ذلك، ركز المجلس على دعم الجهود الإعلامية من خلال وكالة الأنباء السعودية، حيث دعا إلى إنتاج مواد وثائقية بلغات متعددة تبرز تاريخ المملكة وحاضرها، مع إبراز المنجزات الوطنية. هذا التحرك يهدف إلى تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة عالمياً، بالإضافة إلى تشجيع إعداد بحوث ودراسات متخصصة وإصدار نشرات تعزز المحتوى الإعلامي.
أما فيما يتعلق بالقطاع الزراعي، فقد أصدر المجلس قراراً بشأن تقرير المؤسسة العامة للري، طالباً التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإكمال تخصيص الأراضي الخاصة بمشاريعها الاستراتيجية. كما دعا إلى توسيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وزيادة عدد المزارع التي تطبق نظام الري الحديث، مع الاستفادة القصوى من تقنيات حصاد مياه الأمطار. هذه الإجراءات تستهدف تحسين الكفاءة في إدارة الموارد المائية ودفع عجلة التنمية الزراعية.
من جانب آخر، ناقش المجلس تقرير وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، حيث أبدى الأعضاء ملاحظاتهم حول جوانب متعددة في التقرير، مع التركيز على تعزيز السياسات الاجتماعية لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كذلك، تمت مناقشة تقرير الهيئة العامة للتجارة الخارجية، الذي ركز على استراتيجيات تعزيز الصادرات والشراكات الدولية، إلى جانب تقرير الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية، حيث تم التأكيد على أهمية دعم البنية التحتية لجذب الاستثمارات.
في ختام الجلسة، طلبت اللجان المتخصصة تمديداً للوقت لدراسة الآراء والتوصيات المقدمة، مع التزامها بالعودة بتقارير مفصلة في جلسة لاحقة. هذه النقاشات تعكس التزام مجلس الشورى بالتطوير الشامل، حيث يسعى إلى دمج التقنيات الحديثة مع الاحتياجات الوطنية، مما يعزز من دور المملكة في تحقيق أهداف الرؤية الوطنية.
نقاشات الشورى
خلال مناقشات الجلسة، برز الحرص على تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية لمواجهة التحديات المستقبلية، مثل تغير المناخ والتحول الرقمي. الأعضاء أكدوا على ضرورة ربط التقارير السنوية باستراتيجيات طويلة الأمد، لضمان استدامة المشاريع الوطنية. على سبيل المثال، في سياق تقرير وزارة الموارد البشرية، ناقش المجلس كيفية تعزيز البرامج التدريبية للشباب، مما يساهم في خفض معدلات البطالة وزيادة الكفاءة المهنية. كما تم التركيز على أهمية الابتكار في قطاع الري، حيث يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى توفير موارد مائية هائلة، وهو أمر حاسم في بيئة جافة مثل المملكة. هذه النقاشات لم تقتصر على التحليل النظري، بل شملت اقتراحات عملية لتسريع تنفيذ المبادرات، مما يعكس الروح الإيجابية لدعم التنمية المستدامة. في النهاية، تشكل هذه الجلسات نموذجاً لكيفية دمج الرؤى المختلفة لصناعة قرارات فعالة.
تعليقات