انقسام داخل حكومة نتنياهو: بين الصفقة والحرب؟

في الآونة الأخيرة، أصبحت الأزمة في غزة محور نقاشات دولية مكثفة، حيث يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي قرارات تهدد بتغيير مجرى الأحداث. الضغوط المتزايدة من داخل الحكومة ومن الدول الموالية تجبر على اختيار بين استمرار العمليات العسكرية أو الانخراط في مفاوضات لصفقة تبادل قد تؤدي إلى وقف الصراع. هذه التحديات تبرز في وسط انتقادات حادة للنهج الحالي، مع تحذيرات من عواقب قانونية محتملة لأي تأخير في اتخاذ خطوات لمنع تفاقم الوضع الإنساني.

القرار المصيري لنتنياهو

يجد بنيامين نتنياهو نفسه أمام لحظة حاسمة في مسيرته السياسية، حيث يجب عليه الاختيار بين مواصلة الجهود العسكرية ضمن الخطط المرسومة أو الانصياع لمطالب الوسطاء الدوليين لصفقة تبادل شاملة. وفقاً لتقارير إعلامية، يرى بعض الوزراء في حكومته ضرورة الانتقال نحو اتفاق جزئي على الفور، حتى لو لم يغطي كل الجوانب، ليتم بعده مناقشة حلول أوسع قد تشمل إنهاء النزاعات وإعادة السلام. هذا التوجه يعكس الانقسام الداخلي حول استراتيجية التعامل مع الأزمة، مع انتقادات من داخل حزب الليكود نفسه للخطط العسكرية، إذ فشلت محاولات تمديد التجنيد في البرلمان، مما يعزز من الحاجة لإعادة تقييم الموقف العام.

الخيارات أمام القيادة الإسرائيلية

من جانب آخر، تبرز آراء إعلامية وتحليلية تشير إلى أن الهدف الحقيقي من بعض الخطوات العسكرية ليس ضمان الأمن أو إطلاق المحتجزين، بل ربما الحفاظ على التوازن الداخلي للائتلاف الحاكم. ومع ذلك، هناك مخاوف من تحول الأمر إلى جرائم حرب، كالتطهير العرقي، مما يعرض الشركاء الدوليين لمخاطر قانونية. على سبيل المثال، أصدر مكتب نتنياهو بياناً يؤكد مناقشة صفقة كاملة تشمل وقف إطلاق النار، فيما يرى مراقبون عسكريون أن الساعات القادمة ستحدد مصير النزاع، مع التركيز على دور الوساطة الدولية في دفع حماس نحو التسوية. صحف أوروبية مثل لوموند تؤكد أن الدول الغربية تواجه تهديداً بملاحقة قضائية بسبب عدم التدخل الفعال لمنع ما يُعتبر مخاطر إبادة جماعية، مما يعمق الضغوط على الحلفاء لاتخاذ مواقف أكثر صرامة. في هذا السياق، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت المفاوضات في الدوحة ستؤتي ثمارها، مع دعوات لتنازلات من جميع الأطراف لتجنب تفاقم الوضع والبحث عن حلول دائمة تعزز السلام في المنطقة.