عائلة عبد الحليم حافظ ردت بشدة على نشر صورة عقد زواج عرفي مزعوم بين النجم عبد الحليم حافظ وسعاد حسني، حيث وصفته بأنه وثيقة كوميدية مليئة بالأخطاء. هذا الجدل أثار ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية، خاصة بعد أن قام نور الشناوي، حفيد العندليب، بنشرها. في مداخلة تلفزيونية مع هبة الشافعي على قناة اليوم السابع، أكد محمد شبانة، ابن شقيق عبد الحليم، أن العقد يحتوي على أخطاء فادحة، مثل توقيع الشهود بواسطة آلة كاتبة، مما يجعله غير قانوني وغير مقنع. كما أشار إلى أن شيخ الأزهر لن يقوم بتزويج فتاة دون السن القانونية، وهو ما ينطبق على سعاد حسني التي لم تكن قد بلغت الـ16 عامًا وقت الحدث المزعوم.
عقد الزواج العرفي المزور: جدل عائلي متجدد
في سياق هذا الجدل، وصف شبانة العقد بأنه محاولة للإيهام بالقِدَم من خلال طياته وكرمشته، مضيفًا أن عائلة عبد الحليم تمتلك أدلة صوتية ستكشف عنها قريبًا لإنهاء هذا الملف بشكل نهائي. من جانب آخر، علقت جانجاه شقيقة سعاد حسني، في تصريحات خاصة، على الخطاب الذي أصدرته عائلة عبد الحليم، حيث أكدت أن أحد أفراد تلك العائلة رفع قضية عليها وخسرها بسبب القصة نفسها. وفقًا لجانجاه، فإن هذه القصة ليست جديدة، حيث أكد إعلاميون مثل مفيد فوزي ومنير مطاوع، الذين عاشوا أحداث تلك الفترة، وجود زواج سري بين عبد الحليم وسعاد. بل أجرت جانجاه حوارًا مع منير مطاوع في لندن، حيث أكدت تفاصيل الزواج، كما ذكر الكاتب محمود مطر في كتابه حول هذا الاتحاد الذي كان يُعتقد أنه سري قبل أن يخرج إلى العلن.
الوثيقة الزوجية الملفقة: تأثيراتها على التراث الفني
يبقى هذا الجدل يثير تساؤلات حول مصداقية الروايات التاريخية للأيقونات الفنية في مصر، خاصة أن سعاد حسني، المعروفة بـ”السندريلا”، و عبد الحليم حافظ، “العندليب الأسمر”، يُمثلان جزءًا كبيرًا من التراث الثقافي. تعجب جانجاه من إعادة فتح هذا الملف رغم خسارة ورثة عبد الحليم في القضية السابقة، مؤكدة أن الراحلين عن الدنيا لم يعودوا للمطالبة بشيء، لكن الحقيقة التاريخية تستحق التوضيح. هذه المناوشات العائلية ليست مجرد خلافات شخصية، بل تعكس كيف يمكن أن تؤثر الشائعات على سمعة الأجيال السابقة، حيث يحاول الإعلاميون والمؤرخون استرجاع الحقائق من خلال شهادات مباشرة. في الوقت نفسه، يرى بعض الخبراء أن مثل هذه القضايا تعيد إلى الأذهان رومانسية عصر الذهبي للسينما المصرية، حيث كان الحب والأسرار جزءًا من حياة النجوم. مع ذلك، يؤكد شبانة أن العائلة ملتزمة بالحفاظ على سمعة عبد الحليم كفنان عظيم دون تورطه في مزاعم غير مثبتة، مشددًا على أهمية البراهين الواضحة في عصرنا الحالي. هذه القصة تبرز كيف يمكن للذكريات الشخصية أن تتصادم مع الروايات الرسمية، مما يدفع المجتمع إلى إعادة النظر في كيفية توثيق تاريخ الفن. في نهاية المطاف، يبقى الجدل مفتوحًا حتى تخرج الأدلة الجديدة، محافظًا على إرث عبد الحليم حافظ وسعاد حسني كرموز لا تنسى في الثقافة العربية.
تعليقات