في مدينة الرياض الواسعة، التي تمتد على مساحة تقارب 85 بـ70 كيلومترًا، يظهر فارق ملحوظ في توقيت غروب الشمس بين أنحائها المختلفة، خاصة خلال شهر مايو. هذا الاختلاف الزمني، الذي يمكن أن يصل إلى ثلاث دقائق بين الجوانب الشمالية والجنوبية أو الشرقية والغربية، يعكس تأثيرات فلكية متعددة تتعلق بحركة الأرض والشمس. على سبيل المثال، في يوم 18 مايو، يغرب الشمس في الحد الشرقي والوسط عند الساعة 6:32 مساءً، بينما يتأخر قليلاً في الحد الغربي إلى 6:33 مساءً، ويحدث مبكرًا في الجنوب عند 6:31 مساءً، وأما في الشمال فيكون عند 6:34 مساءً. هذه التغيرات الدقيقة تبرز كيف يؤثر حجم المدينة وموقعها الجغرافي على الظواهر اليومية الطبيعية.
فارق توقيت غروب الشمس في الرياض
في قلب هذه المدينة الشاسعة، يتجاوز فارق التوقيت في غروب الشمس مجرد ملاحظات عابرة، إذ يصل الفرق إلى حوالي ثلاث دقائق بين أقصى الشمال والجنوب، ويُشبه ذلك الفرق بين الشرق والغرب. هذا التفاوت ليس عشوائيًا، بل يرتبط بعوامل فلكية أساسية مثل ميل خط الفاصل بين الليل والنهار، الذي يتغير مع مرور الفصول. خلال شهر مايو، على وجه الخصوص، يميل هذا الخط بشكل يؤثر على وقت الغروب، مما يجعل الشمس تغرب في وقت مختلف بناءً على الموقع الدقيق داخل المدينة. كما أن حجم الرياض، كإحدى المدن الأكبر في العالم، يعزز من ظهور هذه الفروقات، حيث تتراوح أوقات الغروب من 6:31 إلى 6:34 مساءً في ذلك اليوم المحدد. هذه الظاهرة ليست مقتصرة على الرياض وحدها، لكنها تكون أكثر وضوحًا في المناطق الواسعة مثلها، حيث يلتقي تأثير الجغرافيا مع الحركات السماوية.
أسباب الفروق الزمنية في مغيب الشمس
يعود الفارق في توقيت غروب الشمس إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها ميل خط الفاصل بين النهار والليل، الذي يتعامد أحيانًا مع خطوط العرض ويmيَل أحيانًا نحو الشرق أو الغرب حسب الفصل. في فصل الشتاء، على سبيل المثال، يصبح النهار أطول جنوبًا، مما يؤدي إلى غروب الشمس مبكرًا في تلك المناطق، بينما في فصل الصيف يطول النهار شمالًا، مما يؤخر غروب الشمس هناك. هذا التباين يعكس ميل محور الأرض، الذي يبلغ حوالي 23.5 درجة، والذي يغير مسار الشمس الظاهري عبر السماء خلال السنة. كما أن الاختلاف في طول النهار بين الجوانب الشمالية والجنوبية للرياض يعزز هذا الفارق، حيث تؤثر التقلبات الموسمية على كيفية تلقي كل منطقة لأشعة الشمس. في شهر مايو، كما في الأشهر الأخرى من الربيع، يزداد هذا التأثير بسبب زاوية الشمس المائلة، مما يجعل الغروب يبدو متباينًا داخل المدينة الواحدة. بالإضافة إلى ذلك، يساهم موقع الرياض بالقرب من خطوط الطول في تعزيز هذه التغيرات، حيث تكون الحركة الدورانية للأرض أكثر تأثيرًا في المناطق الواسعة.
من المهم ملاحظة أن هذه الفروقات تتغير من شهر إلى آخر، تبعًا لحركة الأرض حول الشمس وميل محورها. في الصيف، قد يزداد الفرق في الشمال، بينما في الشتاء يصبح أكثر وضوحًا في الجنوب. هذا التنوع يذكرنا بتعقيد الظواهر الفلكية وكيف تعبر عن نفسها في حياتنا اليومية، خاصة في مدن كبيرة مثل الرياض. بالنظر إلى أن هذه التغيرات تعتمد على عوامل دقيقة مثل زاوية الإضاءة الشمسية، فإنها تستمر في التفاوت مع تقدم السنة، مما يجعل مراقبة السماء تجربة ممتعة ومفيدة. في النهاية، يعكس فارق توقيت غروب الشمس في الرياض الانسجام بين العلوم الفلكية والجغرافيا، حيث تتفاعل هذه العناصر لتشكل اللحظات اليومية لسكان المدينة.
تعليقات