جاري التحديث حول جهود إيران نحو اتفاق عادل مع الولايات المتحدة، حيث شدد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي على سعي بلاده لإنهاء الصراع بطريقة تجلب رفعًا ملموسًا للعقوبات. في أعقاب لقائه مع نظيره العماني بدر البوسعيدي خلال منتدى طهران للحوار، أكد عراقجي أن موعد الجولة المقبلة من المفاوضات مع واشنطن قد حدد، وسيتم الإعلان عنه قريبًا، مع إشارة إلى أن طهران لم تتلقَ أي عرض مكتوب من الجانب الأمريكي. كما أبرز خلال كلمته في المنتدى ضرورة رفع العقوبات التي تؤثر مباشرة على الشعب الإيراني، موضحًا أن بلاده مستعدة لفتح صفحة جديدة مع أوروبا إذا أظهرت هذه الأخيرة إرادة حقيقية ونهجًا مستقلاً.
مفاوضات إيران والولايات المتحدة
يأتي هذا التأكيد في سياق تفاؤل متزايد بالحلول الدبلوماسية، حيث شدد عراقجي على أن إيران لم تسعَ أبدًا لامتلاك سلاح نووي، مؤكدًا التزامها بالمعاهدات الدولية مثل معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT). وتوقع أن يتضمن أي اتفاق مستقبلي رفعًا كاملًا وحقيقيًا للعقوبات، مع الإصرار على احترام حقوق إيران النووية من قبل الشركاء الغربيين. من جانبه، عبر الوزير العماني بدر البوسعيدي عن تفاؤله تجاه جدية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في تحقيق السلام في المنطقة، رغم التحديات.
الحوار الدبلوماسي
بالعودة إلى التطورات، فإن جوهر المفاوضات يركز على إيجاد توازن بين مصالح الطرفين، حيث أكد ترمب مؤخرًا أنه لن يسمح بأي حال من الأحوال لإيران بالحصول على سلاح نووي، مع الإشارة إلى خيار عسكري محتمل إذا فشلت المحادثات. ومع ذلك، لم يرفض فكرة السماح لطهران بتخصيب اليورانيوم داخل حدودها، مما يعكس وجود مساحة للتفاوض. منذ أبريل الماضي، أجرت إيران والولايات المتحدة أربع جولات غير مباشرة عبر وساطة سلطنة عمان، وكانت النتائج إيجابية إلى حد كبير، مما يعزز الأمل في تقدم ملموس.
وفق التصريحات الأخيرة، تبقى إيران ملتزمة بالحلول السلمية، مع التركيز على بناء علاقات دولية أكثر استقرارًا. على سبيل المثال، أكدت طهران أنها لن تقبل بأي اتفاق لا يؤدي إلى تخفيف فعلي للعقوبات الاقتصادية، التي أثرت على حياة الملايين من المواطنين. في المقابل، يرى المراقبون أن دور عمان كوسيط يمكن أن يكون حاسمًا في تسهيل الحوار، خاصة مع التركيز على بناء الثقة بين الطرفين. هذا النهج يعكس الرغبة في تجاوز الخلافات التاريخية، حيث تم الإشارة إلى أن أي اتفاق نهائي سيكون خطوة نحو استقرار إقليمي أوسع.
في السياق ذاته، يتمثل التحدي الأكبر في التوفيق بين المطالب الإيرانية بالحقوق النووية السلمية والمخاوف الأمريكية الأمنية، مع الاستعانة بجهود دولية أخرى. على سبيل المثال، أعادت إيران التأكيد على أن سياستها الخارجية مبنية على الالتزام بالقانون الدولي، مما يفتح الباب لمناقشات أعمق حول التعاون في مجالات أخرى مثل الاقتصاد والأمن. ومع اقتراب الجولة المقبلة، التي من المحتمل عقدها في روما، يبدو أن هناك فرصة حقيقية للتقدم، رغم الإشارات المتوترة من الجانب الأمريكي. هذا التوجه يعزز من أهمية الحوار كأداة لتجنب التصعيد، حيث يؤكد الجميع على أن الحل الدبلوماسي هو الأفضل للجميع.
بشكل عام، تشير التطورات إلى أن الجهات المعنية تسعى لصياغة اتفاق يضمن الاستقرار، مع الحرص على عدم الرجوع إلى خيارات عنيفة. وفي ختام ذلك، يظل التركيز على بناء جسور الثقة، حيث أن النجاح في هذه المفاوضات يمكن أن يكون نموذجًا للتعامل مع النزاعات الدولية الأخرى.
تعليقات