الجيش السوداني يحرز انتصارًا في شمال دارفور بتحرير عطرون

أعلن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي عن تحرير الجيش السوداني لمنطقة عطرون في صحراء شمال دارفور، حيث أكد من خلال منشوره على منصة “فيسبوك” أن العملية العسكرية كانت دقيقة ومنسقة بين القوة المشتركة والقوات المسلحة. وقال إن قوات الدعم السريع تعرضت لخسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مشدداً على أن النصر قريب وأن الاحتفال سيكون في جميع الشوارع، مؤكداً بشرى شعب دارفور بذلك. في السياق نفسه، أشارت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك للنازحين في الفاشر إلى مقتل 14 شخصاً جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على سوق نيفاشا داخل المعسكر.

تحرير دارفور وتطوراتها

وفي التفاصيل، أكدت منظمة إنقاذ أن غارة جوية استهدفت مخيماً للنازحين في دارفور، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 14 فرداً من عائلة واحدة، وألقت باللوم مباشرة على قوات الدعم السريع. وأضافت المنظمة، التي تشمل متطوعين في مجال الإغاثة، أن مخيم أبوشوك قرب الفاشر تعرض لقصف مكثف من قبل هذه القوات مساء الجمعة، مما أثار مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية. من جانب آخر، حذرت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، من أن الوضع في مخيمي أبوشوك وزمزم في شمال دارفور بات كارثياً، مع محاصرة المدنيين وسط الصراعات المستمرة. دعت سلامي إلى وقف عاجل لإطلاق النار وتهدئة إنسانية لتمكين وصول المساعدات الطارئة.

النزاع في الإقليم

تعد مدينة الفاشر ذات أهمية إستراتيجية كبيرة في هذا الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إذ هي المدينة الرئيسية الوحيدة في إقليم دارفور الشاسع المساحة التي لم تسقط بعد تحت سيطرة هذه القوات. يعكس هذا الوضع التوترات المتزايدة في المنطقة، حيث أدت الاشتباكات إلى تفاقم معاناة السكان المدنيين، خاصة في المخيمات التي تحولت إلى أهداف عسكرية. وفق التقارير، فإن هذه الأحداث تشكل جزءاً من سلسلة من المناوشات التي بدأت مؤخراً، مما دفع إلى زيادة النداءات الدولية لوقف القتال وضمان حماية المدنيين. في ظل هذا الواقع، يواجه الإقليم تحديات كبيرة في ضمان السلام والوصول إلى المساعدات، حيث أصبحت الحياة اليومية في دارفور تعاني من التهديدات المستمرة. ومع استمرار الصراع، يبرز دور المجتمع الدولي في فرض ضغوط لتحقيق هدنة مستدامة، خاصة مع تزايد الأضرار البشرية والمادية. يشير هذا الوضع إلى ضرورة تعزيز الجهود الإنسانية لدعم النازحين وضمان عدم تفاقم الكارثة في المناطق المتضررة. تتفاقم المخاوف من أن الاشتباكات قد تؤدي إلى انتهاكات إضافية لحقوق الإنسان، مما يدعو إلى تدخل عاجل لوقف العنف والتركيز على حلول سياسية. في نهاية المطاف، يظل التركيز على تحقيق السلام في دارفور أملاً يعبر عنه الكثيرون، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة حالياً.