الصين تحقق إنجازًا فضائيًا: إطلاق 6 أقمار صناعية عبر صاروخ تجاري

أطلقت الصين بنجاح صاروخا تجاريا من شمال غربي البلاد، حاملاً ستة أقمار صناعية نحو الفضاء، مما يمثل خطوة بارزة في مجال التقنيات الفضائية التجارية. هذا الإطلاق، الذي أُجري من منطقة دونغفنغ التجريبية، يعكس التقدم السريع في صناعة الصواريخ الخاصة بدولة تبذل جهوداً مكثفة لتعزيز وجودها في المجال الفضائي. الصاروخ، المعروف باسم “زد كيو-2 إي واي 2″، هو تطور حديث من قبل شركة “لاند سبيس” المقررة في بكين، وهو مصمم ليكون أكثر كفاءة وموثوقية، مما يدعم المهمات التجارية والعلمية على حد سواء.

الصين تطلق ستة أقمار صناعية بواسطة صاروخ تجاري

يأتي هذا الإطلاق ضمن سلسلة من الجهود التي تهدف إلى تعزيز قدرات الصين في استكشاف الفضاء، حيث انطلق الصاروخ من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية. النسخة المعدلة من صاروخ “زد كيو-2” تعتمد على نظام دفع متقدم يعمل بوقود سائل مبرد مزدوج، باستخدام محركات تعمل بالأوكسجين السائل والميثان، مما يوفر دفعاً أقوى وأكثر كفاءة. وفقاً للتصميمات الهندسية، يمكن لهذا الصاروخ نقل حمولة تصل إلى أربعة أطنان إلى مدار متزامن مع الشمس عند ارتفاع 500 كيلومتر، مما يجعله خياراً مثالياً للمهمات التجارية مثل الاتصالات والمراقبة. هذا الإنجاز يعزز من قدرة الصين على المنافسة دولياً في سوق الصواريخ التجارية، حيث كانت الإطلاقات السابقة، بما في ذلك النسخة الأولى “زد كيو-2 واي1” في نوفمبر 2024، قد نجحت في إرسال أقمار صناعية إلى المدار بكفاءة عالية. التحديثات الجديدة تشمل زيادة قوة الدفع وزيادة استخدام المواد المركبة في الغطاء الانسيابي، مما يقلل من الوزن ويحسن القدرة على الوصول إلى مدار محدد بدقة.

تقدمات في الإطلاقات الصاروخية التجارية

مع هذا الإطلاق الخامس لسلسلة صواريخ “زد كيو-2″، تبرز الصين كقوة رائدة في مجال الإطلاقات الفضائية التجارية، حيث يفتح هذا التطور أبواباً جديدة للتعاون الدولي والاستثمار في تقنيات الفضاء. التركيز على تحسين الكفاءة والموثوقية يعني أن هذه الصواريخ لن تقتصر على المهمات الحكومية، بل ستدعم أيضاً الشركات الخاصة التي ترغب في نشر أقمار صناعية لأغراض تجارية متنوعة، مثل خدمات الإنترنت عبر الأقمار أو مراقبة البيئة. هذا النهج يعكس تحولاً في صناعة الفضاء العالمية، حيث أصبحت الشركات مثل “لاند سبيس” جزءاً أساسياً من المنافسة الدولية، خاصة مع زيادة الطلب على الإطلاقات السريعة والاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الوقود المبرد المزدوج يقلل من التأثير البيئي، مما يجعل هذه التكنولوجيا أكثر استدامة، ويساهم في جعل الإطلاقات أقل تكلفة مقارنة بالأجيال السابقة. في الختام، يمثل هذا الإطلاق خطوة إيجابية نحو مستقبل يشهد تكاملاً أكبر بين التقنيات الفضائية والحاجات التجارية العالمية، مما يعزز الابتكار ويفتح آفاقاً جديدة للاستكشاف.