تعرض متنزه لايجة البري في محافظة دومة الجندل للعبث البشري، مما أدى إلى تركه في حالة مهملة تجعل المواطنين يتساءلون عن أسباب هذا الإهمال. كان هذا المتنزه في السابق وجهة مفضلة للزوار، حيث كان يعج بالحيوية والأنشطة، لكنه تعرض لسنوات من الإهمال قبل أن يسلم إلى وزارة البيئة والمياه والزراعة. يشارك المواطنون مخاوفهم من فقدان هذه المنطقة قيمتها البيئية، معتبرين أنها كانت مصدراً للاستجمام والترفيه في منطقة الجوف.
متنزه لايجة البري: الإهمال وآثاره
في السنوات الأخيرة، تحول متنزه لايجة البري من مساحة خضراء مزدهرة إلى موقع مهجور يعاني من العبث، وفقاً لما يقوله بعض المتابعين. كان السرحاني يذكر أن هذا المتنزه كان يجذب آلاف الزوار، لكنه أصبح الآن شاهداً على الإهمال البيئي. يرى المتخصصون في النباتات أن السبب الرئيسي هو غياب الرعاية المناسبة، حيث يقترحون استغلال المنطقة من خلال غرس الأشجار البرية واتباع طرق سقاية حديثة مثل الرذاذ بدلاً من الغمر، للحفاظ على الموارد المائية. كما تبرز أهمية منطقة الجوف الغنية بأنواع النباتات مثل الرغل والروثة والرتم، التي تحمل فوائد بيئية وطبية، مما يجعلها مثالية لمشاريع الترميم. يؤكد الخبراء أن مثل هذه المناطق يمكن أن تكون نموذجاً للاستدامة إذا تم التعاون مع جهات متخصصة لنثر البذور وغرس الأشجار، بالإضافة إلى إنشاء مراكز تعريفية تروج للفلورا المحلية.
حماية الغطاء النباتي في المناطق البرية
مع تزايد الوعي بأهمية الغطاء النباتي، يصبح من الضروري التركيز على مناطق مثل متنزه لايجة البري كجزء من جهود حماية البيئة في الجوف. يمكن للتعاون مع مراكز البحوث المتخصصة، مثل مركز أبحاث المراعي والمركز الوطني للغطاء النباتي، أن يساعد في تنفيذ برامج نثر البذور وغرس الأشجار المناسبة للمنطقة. هذا النهج لن يعيد الحيوية إلى المتنزه فحسب، بل سيساهم في تعزيز التنوع البيولوجي وتوفير فرص تعليمية للزوار حول أهمية هذه النباتات. على سبيل المثال، إنشاء مركز تعريفي يركز على النباتات البرية في الجوف يمكن أن يكون خطوة أساسية لجذب السياح وتعزيز الوعي البيئي. في الوقت نفسه، تبرز الحاجة إلى تنسيق أفضل بين الجهات المسؤولة، حيث أكدت بعض المصادر أن المتنزه سُلم إلى وزارة البيئة منذ أربعة أعوام، لكن الجهود الفعالة لم تتبع ذلك. من المهم أيضاً النظر في الجوانب الإدارية لضمان أن مثل هذه المواقع لا تعاني من الإهمال مرة أخرى، مع الاستفادة من الخبرات المحلية لتطوير خطط مستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي إهمال مناطق مثل لايجة البري إلى مشكلات بيئية أكبر، مثل فقدان التربة وتدهور المناخ المحلي، مما يؤثر على حياة السكان. لذا، يجب أن تكون استراتيجيات الحماية شاملة، تشمل تثقيف المجتمع والتنسيق مع السلطات لتنفيذ برامج الترميم. على سبيل المثال، تعزيز زراعة الأنواع المحلية مثل الغضى والأرطى سيساهم في تعزيز التوازن البيئي وتقديم فوائد اقتصادية من خلال السياحة البيئية. في النهاية، يمثل متنزه لايجة البري فرصة لإعادة إحياء التراث البيئي في محافظة دومة الجندل، مع التركيز على بناء مستقبل أخضر يعكس قيمة الاستدامة والحفاظ على الثروة الطبيعية.
تعليقات