ضعف الإنترنت يعزل سكان العرفاء عن العالم

عدد من سكان منطقة العرفاء في شمال شرقي الطائف يعانون من مشكلات شديدة في شبكات الإنترنت، رغم النمو السريع الذي تشهده المنطقة على المستويين العمراني والاقتصادي. هذا الضعف يعيق حياتهم اليومية ويجعلهم يشعرون بالعزلة عن العالم الرقمي.

ضعف شبكات الإنترنت في العرفاء

في الآونة الأخيرة، أصبح ضعف خدمات الإنترنت في العرفاء مصدر قلق كبير للسكان، حيث يؤثر مباشرة على أنشطتهم اليومية. أكد مواطنون مثل مرضي الزهراني ومنصور النفيعي وعبدالله الدهيمي وحسن غزواني أن الوضع غير محتمل، خاصة مع تعتمد الكثير من الخدمات الحكومية على تطبيقات التواصل الاجتماعي. يضطر السكان إلى البحث عن أماكن أخرى تتمتع بسرعة أعلى للوصول إلى الإنترنت، مما يضيف عبئاً إضافياً عليهم. بالرغم من دفع رسوم باقات الإنترنت التي تبدو مرتفعة نسبياً، إلا أن الخدمة المقدمة لا تتناسب مع هذه التكاليف، مما يعزز من شعورهم بالإحباط.

تأثير التباطؤ الرقمي على المنطقة

مع تحول العرفاء إلى واجهة سياحية واقتصادية بارزة، يبرز تأثير ضعف الإنترنت كمعضلة كبرى. يشير محمد العدواني إلى أن المنطقة أصبحت مركزاً حيوياً يضم مخططات سكنية متنوعة، ومحلات تجارية، وفنادق، وشقق مخدومة، خاصة بما أنها تقع في مدخل محافظة الطائف. هذا الازدهار يجعلها جاذبة للإقامة والاستثمار، لكن مشكلة الإنترنت تعيق هذا التقدم. يؤدي التباطؤ إلى صعوبة في إنجاز المهام اليومية، مثل التواصل عبر المنصات الإلكترونية أو إدارة الشؤون الإدارية عبر التطبيقات الحكومية. السكان يدعون شركات الاتصالات إلى التدخل الفوري لتحسين الخدمات، حتى تتواكب مع الطلب المتزايد في المنطقة.

وفي السياق نفسه، يلاحظ العديد أن ضعف الإنترنت لم يعد مجرد مشكلة فنية، بل أصبح عقبة أمام النمو الاقتصادي والاجتماعي. المنطقة، التي تشهد إقبالاً كبيراً من السكان والزوار، تحتاج إلى بنية تحتية رقمية قوية لدعم الأنشطة التجارية والسياحية. على سبيل المثال، يعاني أصحاب المحال التجارية من صعوبة في إدارة المبيعات عبر الإنترنت أو التواصل مع العملاء، مما يؤثر سلباً على أدائهم. كما أن الأسر تتضرر في تعليم أطفالها أو في العمل عن بعد، حيث أصبحت هذه الخدمات جزءاً أساسياً من الحياة اليومية.

بالإضافة إلى ذلك، يرى السكان أن تحسين شبكات الإنترنت يمثل خطوة حاسمة للحفاظ على ديناميكية المنطقة. ففي ظل التقدم الرقمي في المملكة، يجب أن تكون العرفاء نموذجاً للجمع بين النمو العمراني والرقمي. يطالب المقيمون بإجراءات فورية، مثل زيادة عدد محطات الإرسال أو تحديث التقنيات المستخدمة، لضمان استقرار الاتصال. هذا التحسين لن يعزز فقط من جودة الحياة للسكان، بل سيعزز من جذب الاستثمارات الجديدة والفرص الاقتصادية. في النهاية، يمثل حل مشكلة الإنترنت في العرفاء خطوة نحو بناء مجتمع مترابط رقمياً، يساير التطورات العالمية دون عائق.