أهالي الريان يطالبون بالإنقاذ من مخاطر “شجرة السلم”.. والسلطات تعلن المتابعة!

يطالب سكان حي الريان في المنطقة الشرقية للعاصمة المقدسة بتدخل الجهات المسؤولة للتصدي لانتشار أشجار السلم الأمريكي، التي أصبحت مصدر قلق كبير. هذه الأشجار لم تعد مجرد عنصر بيئي فحسب، بل تحولت إلى تحدي يهدد صحة السكان وأمنهم، مع انتشار الحشرات وسيطرة بعض الأفراد غير المعروفين والمخالفين للأنظمة تحت ظلالها، بالإضافة إلى التشوه البصري الذي يعيق جمال الحي الذي يشهد نموا سريعا.

زحف أشجار السلم الأمريكي يهدد حي الريان

يعاني سكان حي الريان من تفاقم المشكلة البيئية الناتجة عن انتشار أشجار السلم الأمريكي، والتي بدأت كظهور بسيط قبل سنوات قليلة لكنها تحولت الآن إلى هاجس يومي. محمد المالكي، أحد السكان الذين يقيمون في الحي منذ سبع سنوات، يصف كيف بدأت هذه الأشجار بالانتشار كأشجار متطفلة، مما أصبح محور حديث المجتمع المحلي. رغم جهود السكان في التكاتف للحد من هذا الزحف، عبر محاولات فردية لإزالة بعض الأشجار، إلا أنها باءت بالفشل، حيث تعود الأشجار بقوة أكبر. هذه المشكلة ليست محدودة بالبيئة فقط، إذ أصبحت الأشجار بيئة مواتية لانتشار الحشرات، مما يهدد الصحة العامة، وكذلك ملاذاً لأشخاص مخالفين لأنظمة العمل والإقامة، الذين يستغلون الغطاء الطبيعي للتملص من الرقابة الأمنية.

انتشار الأشجار المتطفلة يتطلب تدخلاً عاجلاً

أكد فواز المولد على الجهود السابقة التي بذلتها فرق أمانة العاصمة المقدسة، مثل ردم جزء من هذه الأشجار قبل عام تقريباً، لكن النتيجة كانت عودة الانتشار بشكل أكبر وأوسع. في هذا السياق، يشدد سعيد الشهري على ضرورة اتخاذ خطوات فورية لإيقاف زحف هذه الأشجار نحو الأحياء المجاورة، لتجنب تفاقم المشكلة وانتشارها إلى مناطق أخرى. كما يؤكد عبدالله الغامدي على الجانب الأمني، حيث تحولت هذه الأشجار إلى ستار يخفي أنشطة بعض المخالفين، الذين يمارسون أعمالهم بعيداً عن أعين رجال الأمن. يدعو الغامدي الجهات المعنية إلى جرف هذه الأشجار وإزالة آثارها بشكل دائم، لضمان سلامة المجتمع ومنع أي مخاطر محتملة.

من جانبها، تعبر أمانة العاصمة المقدسة عن حرصها على حماية السكان من أي أضرار محتملة، كما أوضح المتحدث باسمها، أسامة عبدالله زيتوني. يؤكد زيتوني أن الأمانة تقوم بجهود مستمرة لإزالة كل ما يمثل تهديداً للصحة العامة أو يسبب تشوهاً بصرياً، من خلال جولات ميدانية منتظمة لرصد المخالفات في جميع المواقع والأراضي. هذه الجهود تتم وفق جدول زمني محدد، خاصة في الأراضي العامة، حيث يتم التعامل معها فور رصدها. أما في حال وجود هذه الأشجار ضمن ملكيات خاصة، فإن الأمانة تتواصل مع أصحابها لإبلاغهم بالحاجة إلى إزالتها، للحفاظ على سلامة الجميع وضمان بيئة نظيفة وآمنة. هذا النهج يعكس التزام الجهات الرسمية بالتصدي لمثل هذه المشكلات، مع الاستجابة لمطالب السكان في تحسين جودة الحياة.

وفي ختام هذا الطرح، يبرز دور المجتمع والجهات الحكومية في مواجهة التحديات البيئية، حيث أن إزالة أشجار السلم الأمريكي ليس مجرد خطوة بيئية، بل هو استثمار في الأمان والصحة المجتمعية. السكان يأملون في حل سريع يمنع تكرار مثل هذه المشكلات في المستقبل، مما يدفع نحو تنفيذ خطط أكثر شمولاً للصيانة البيئية في المناطق السكنية.