مثل اليوم.. تتويج تاريخي للاتحاد بكأس السلطانية للمرة الأولى والأخيرة!

الاتحاد السكندري وتتويجه بكأس السلطانية

في مثل هذا اليوم، في 17 مايو 1935، سجل الاتحاد السكندري إنجازًا تاريخيًا بتتويجه بكأس السلطانية للمرة الوحيدة في تاريخه، خلال نسختها رقم 19. كان ذلك بعد فوزه القوي على النادي الأهلي بهدفين دون رد، حيث سجل الأهداف اللاعبان عبد المنعم جابر وعابدين، في مباراة شهدت أداءً مميزًا من جانب زعيم الثغر. مثل الاتحاد السكندري في تلك المباراة فريقًا قويًا بتشكيلة تضمنت مختار أمين في حراسة المرمى، إلى جانب المدافعين عبد المنعم جابر ومحمد أمين، والوسط الدفاعي الشوباشي والمهداوي، وخط الوسط بقيادة خميس بدر وعابدين، بالإضافة إلى المهاجمين الجندي ومحمود إسماعيل حودة، جابر الصوري، وعبده حلمي. أما الفريق المضيف، الأهلي، فقد خاض المباراة بتشكيلة تضم حسن ذهني في المرمى، وضمن صفوف الدفاع كامل مسعود وإسماعيل نظيف وغيرهم من اللاعبين مثل عبد السميع نصير وعمر شندي، مع الوسط أمين شعير وهاني كامل، والمهاجمين محمود إمام وحسين حمدي ومحمود مختار التتش ولبيب محمود. أدارت المباراة الحكم البريطاني ويلز، مما أضاف لمسة من التحدي والإثارة للمنافسة.

كانت كأس السلطانية البطولة الأبرز في تاريخ كرة القدم المصرية في تلك الحقبة، حيث بدأت عام 1917 تحت إشراف الاتحاد المختلط، قبل أن تتطور البطولات الأخرى. هذه البطولة تمثل جزءًا مهمًا من تاريخ الكرة الأفريقية بأكملها، إذ تعد كأس مصر، التي نشأت منها، أقدم بطولة محلية في القارة، حيث انطلقت في موسم 1921-1922. في البداية، كانت تُعرف باسم كأس التفوق المصرية أو كأس الأمير فاروق من عام 1922 إلى 1942، ثم تحولت إلى كأس الملك بين عامي 1943 و1952، قبل أن تتبنى اسمها الحالي “كأس مصر” حتى الآن. هذا التطور يعكس التحولات السياسية والاجتماعية في مصر، حيث كانت قرارات إقامة أول بطولة مصرية خالصة في مارس 1922، تحت إشراف الاتحاد المصري لكرة القدم، خطوة تهدف إلى تعزيز الرياضة المحلية.

إنجازات فريق الإتحاد في البطولات

يُعد الاتحاد السكندري واحدًا من أبرز الأندية في تاريخ كأس مصر، حيث يحتل المركز الثالث في عدد التتويجات بهذه البطولة، متجاوزًا العديد من المنافسين خلف الناديين الكبيرين الأهلي والزمالك. لقد حقق النادي لقب كأس مصر ست مرات، مما يبرز دوره البارز في الرياضة المصرية، بالإضافة إلى كونه جاء وصيفًا للبطل في ثماني مناسبات أخرى. تاريخ الاتحاد السكندري مليء بالذكريات المثيرة مع هذه البطولة، حيث فاز باللقب في الأعوام 1926، 1936، 1948، 1963، 1973، و1976، مما يعكس استمراريته وتميزه عبر العقود. هذه الإنجازات لم تكن مجرد انتصارات رياضية، بل كانت تعبر عن الروح القتالية والولاء للنادي، الذي يُلقب بـ”زعيم الثغر”، وهو لقب يعكس مكانته في الإسكندرية وفي الرياضة المصرية بشكل عام.

بالعودة إلى مسيرة كأس مصر، فإن بدايتها تعود إلى فترة ما قبل الاستقلال الكامل، حيث كانت الكأس السلطانية تمثل الروح الرياضية في عصر ما قبل الحرب العالمية. الاتحاد السكندري، كفريق، لم يقتصر دوراه على الفوز بتلك الكأس، بل ساهم في تطوير الكرة المصرية من خلال مشاركاته الدائمة والمنافسات الشرسة. هذا الإرث يستمر في إلهام الأجيال الحالية، حيث تظل هذه البطولات رمزًا للمنافسة العادلة والرياضة النقية. في الختام، يبقى تتويج الاتحاد السكندري بكأس السلطانية في 1935 حدثًا لا يُنسى، يذكّرنا بأهمية الإصرار والتميز في عالم الكرة.