روى الإعلامي محمد الدريم تفاصيل مؤلمة عن حادث مروري تعرض له في منطقة عرعر، مما أدى إلى إصابته بإعاقة دائمة في حركته. في تلك الليلة، كان الأمر يتعلق بحدث عائلي سعيد، حيث كانوا يحتفلون بعرس، لكن الظروف انقلب بهم الأمر إلى كارثة. بدأت القصة عندما اقترحت والدته أن يرتاحوا قليلاً قبل السفر، إلا أن محمد رفض الفكرة، متعللاً بأنه يجب الوصول إلى عرعر بسرعة، خاصة أن والده كان ينتظرهم في الرياض. وبالفعل، انطلقوا في الرحلة برفقة أفراد العائلة، بما في ذلك بعض الفتيات الصغيرات اللواتي نامن سريعاً داخل السيارة.
حادث عرعر الدرامي
مع مرور الوقت، أصبح الإعياء يسيطر على محمد، الذي كان يقود السيارة بسرعة زادت عن 170 كيلومتراً في الساعة، وهو خطأ اعترف بأنه الأكبر في حياته. في ساعة السابعة صباحاً، ومع صعود الشمس التي أضاءت وجهه مباشرة، غلبته النعاس تماماً، مما أدى إلى فقدان السيطرة. وصف الحادث بأنه حدث في لحظات خاطئة، حيث وجد نفسه فجأة وسط جزيرتين في الطريق، وسمع صوت الحجر يصطدم بالسيارة بقوة هائلة. في تلك اللحظات المرعبة، صاحت والدته مطالبة إياه بالفرملة، لكن السيارة انقلب أربع مرات متتالية، مما سبب فوضى كبيرة. نجا الركاب الآخرون معه بأعجوبة، بينما توفى بعض الركاب في سيارة أخرى كانت في المكان نفسه. أما هو ووالدته، فقد تعرضا لكسور متعددة، وكانت الإصابات شديدة إلى درجة نقلها إلى المستشفيات المحلية.
قصة الإصابة المؤلمة
بعد الحادث، تم نقل محمد إلى مستشفى الحرس الوطني، في حين ذهبت والدته إلى مستشفى الشميسي لتلقي العلاج. هناك، أجرى جراحة طارئة، وفي الأيام التالية، واجه صدمة كبيرة عندما أخبره أحد الأطباء أن الإصابة قد تؤدي إلى شلل دائم، مما يمنعه من الحركة مرة أخرى. كانت هذه الخبرة مدمرة لمحمد ولمن حوله، إذ شعر باليأس والخوف من مستقبله. ومع ذلك، أظهرت إرادته القوية قدرة على التعافي، حيث مرت أربعة عشر يوماً فقط قبل أن يبدأ في إعادة الحركة تدريجياً، مما أعطاه الأمل في الاستمرار. هذه التجربة غيرت حياته بشكل جذري، حيث أصبح يرى الأمر كنوع من الدرس الذي يحمل رسالة تحذيرية للجميع.
في الوقت نفسه، كانت الفترة التالية للحادث مليئة بالتحديات، فبعد الخروج من المستشفى، اضطر محمد إلى برنامج تأهيلي مكثف لإعادة تدريب جسمه على الحركة، مع التعامل مع آلام مستمرة وصعوبات نفسية. يذكر أن الإعلامي، الذي كان يتمتع سابقاً بحيوية كبيرة في عمله، وجد نفسه مضطراً لتعديل روتين حياته اليومي، مما أثر على مسيرته المهنية إلى حد ما. ومع ذلك، حول هذا الحادث إلى فرصة لنشر الوعي بأهمية السلامة في القيادة، حيث يشارك القصة مع الآخرين ليحفظهم من الأخطاء التي ارتكبها هو. كما أن دعم عائلته كان حاسماً في تعافيه، فوالدته، التي تعرضت هي أيضاً لإصابات، شكلت مصدر إلهام له لمواجهة الواقع بإيجابية.
بعد مرور الشهور، أصبح محمد يرى في هذه التجربة دروساً حياتية عميقة، مثل أهمية الراحة أثناء السفر والالتزام بقواعد السلامة على الطرق. هو الآن يدعو الجميع إلى تجنب السرعة الزائدة والقيادة تحت تأثير الإعياء، مستذكراً كيف كان ذلك الخطأ الوحيد كافياً لتغيير مجرى حياته إلى الأبد. هذه القصة ليست مجرد سرد لأحداث، بل هي تذكير بقوة الإرادة البشرية في مواجهة الكوارث، وكيف يمكن للشخص التعافي من أصعب الظروف إذا ما ثابر وتحلى بالصبر. بالنهاية، يرى محمد أنه رغم الإعاقة الدائمة، فإن الحياة تمنح دوماً فرصاً جديدة للبناء والتقدم، مما يجعل هذه التجربة مصدراً للإلهام للكثيرين.
تعليقات