اكتشاف مذهل: مركبة يوروبا كليبر تلتقط صورة حرارية بالأشعة تحت الحمراء للمريخ

تلقت مركبة الفضاء يوروبا كليبر، التابعة لوكالة ناسا، صورة مذهلة بالأشعة تحت الحمراء خلال اقترابها من سطح المريخ، حيث كانت جزءًا من رحلتها الطويلة نحو قمر المشتري الجليدي يوروبا. في مطلع مارس عام 2025، استغلت المركبة جاذبية الكوكب الأحمر لتعديل سرعتها ومدارها، مما سمح لها بالوصول إلى ارتفاع يصل إلى 550 ميلًا فوق السطح. هذه العملية لم تكن مجرد عبور عابر، بل شكلت فرصة لاختبار تقنيات متقدمة، مثل جهاز E-THEMIS الذي يركز على التصوير الحراري، ليُعد العلماء في استكشاف علامات الحياة المحتملة على أسطح الكواكب البعيدة.

صورة مركبة يوروبا كليبر بالأشعة تحت الحمراء

في هذه الرحلة، التقط جهاز E-THEMIS أكثر من 1000 صورة بالأشعة تحت الحمراء خلال فترة قصيرة لم تتجاوز 18 دقيقة، مما ساهم في جمع بيانات دقيقة عن توزيع درجات الحرارة على سطح المريخ. هذه الصور، التي وصلت إلى الأرض في أوائل مايو من نفس العام، سُميت بتدرجات رمادية تعكس تغيرات حرارية دقيقة. تم مقارنتها مع الخرائط الحرارية السابقة من مركبة أوديسي، مما أكد دقة الأداة وأثبت فعاليتها في رسم خرائط حرارية مفصلة. يعمل جهاز E-THEMIS على اكتشاف الإشعاع تحت الحمراء، مما يمكن العلماء من مراقبة التباينات الحرارية على سطح الكواكب، ويفتح الباب لدراسات أعمق حول النشاط الجيولوجي. على سبيل المثال، عند وصول المركبة إلى يوروبا، سيساعد هذا الجهاز في تحديد المواقع الساخنة الناتجة عن النشاط تحت القشرة الجليدية، حيث قد تشير هذه المناطق إلى وجود محيطات خفية أو حتى علامات حياة محتملة خارج كوكب الأرض. كما أن دراسة الشقوق والنتوءات على سطح يوروبا ستكشف عن تأثيرات القوى المحيطية، مما يرتبط باحتمالية حدوث ثورات بركانية قديمة أو حركة مياه سطحية نحو الأعلى.

استكشاف مسبار كليبر للكواكب

بالإضافة إلى التصوير الحراري، شكل هذا الاقتراب من المريخ اختبارًا أوليًا لأدوات أخرى على متن المركبة، مثل الرادار، الذي أجري عليه تجربة ناجحة لأول مرة في ظروف الفضاء العميق. وفقًا للنتائج الأولية، سار الاختبار بسلاسة، مع استمرار التحليلات لاستخراج المزيد من البيانات. هذا النجاح يمهد الطريق لمراحل قادمة، حيث من المقرر أن تقوم مركبة كليبر بتحليق قريب من الأرض في عام 2026، لتعزيز دقة أدواتها قبل الوصول النهائي إلى مدار المشتري في أبريل 2030. هناك، ستركز على استكشاف الإمكانيات الحيوية ليوروبا، من خلال دراسة سطحها الجليدي بحثًا عن مؤشرات على وجود محيطات تحت السطحية. هذه الخطوات تعزز فهمنا للكواكب الأخرى، حيث تساعد في رسم صورة أكثر وضوحًا عن الظروف التي قد تكون مناسبة للحياة، مثل التغيرات الحرارية الناتجة عن الجيولوجيا الديناميكية. من خلال هذه التقنيات، يصبح استكشاف الفضاء خطوة أكبر نحو اكتشاف أسرار الكون، مع التركيز على البحث عن محيطات خفية ونشاطات جيولوجية قد تكون دليلاً على بيئات حية خارج الأرض. كما أن هذه البيانات ستساهم في تطوير تقنيات مستقبلية للمهمات الفضائية، مما يعزز قدراتنا على استكشاف أبعد الكواكب والأقمار.