سوريا تعتزم طباعة عملة جديدة بالإمارات وألمانيا بدلا من روسيا
منشور بواسطة: موقع العربية – 2023/10/15
في خطوة تعكس تحولات جيوسياسية كبرى، أعلنت الحكومة السورية نيتها التعاون مع الإمارات العربية المتحدة وألمانيا لطباعة عملة جديدة، محولة بذلك عن شريكها التقليدي روسيا. وفقا لتقارير نشرتها وسائل إعلامية محلية ودولية، بما في ذلك العربية، تأتي هذه الخطوة كرد فعل للضغوط الاقتصادية والعقوبات الدولية، وتستهدف تعزيز استقرار الاقتصاد السوري الذي يعاني منذ سنوات من التضخم والانهيار النقدي.
خلفية القرار: تحول في التحالفات الدولية
منذ بداية الصراع السوري عام 2011، كانت روسيا الشريك الرئيسي لسوريا في مجال طباعة العملة، حيث تعتمد البلاد على مصنعي العملة الروسية لإنتاج الليرة السورية. ومع ذلك، أدى الصراع الروسي الأوكراني والعقوبات الدولية على موسكو إلى تعقيد هذه العلاقة، مما دفع الحكومة السورية إلى البحث عن بدائل. يُذكر أن العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا قد أثرت على قدرتها على الوفاء بالالتزامات الاقتصادية، بما في ذلك تصدير مواد الطباعة النقدية.
أما بالنسبة للإمارات العربية المتحدة وألمانيا، فإن اختيارهما يعكس محاولة سوريا لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج والغرب. الإمارات، التي تسعى لتعزيز دورها كمركز مالي إقليمي، قد تكون قد قدمت عروضا جذابة لسوريا من خلال شركات متخصصة في طباعة العملة، بينما ألمانيا تتمتع بخبرة واسعة في مجال الأمن النقدي والتكنولوجيا المالية. وفقا لمصادر مطلعة تحدثت للعربية، فإن الاتفاق مع ألمانيا يشمل استخدام تقنيات حديثة لمكافحة التزوير والتضخم، مثل العملات الرقمية أو الخصائص الأمنية المتقدمة.
التفاصيل التقنية والاقتصادية
سيتم التركيز في هذه العملة الجديدة على تحسين جودة الإنتاج، حيث من المتوقع أن تشمل فئات نقدية جديدة من فئات 50 و100 و500 ليرة سورية، بالإضافة إلى إدخال عناصر أمنية مثل الخيوط المعدنية والألوان المتغيرة لمنع التزوير. وأكدت مصادر رسمية سورية، كما نقلتها العربية، أن الطباعة ستتم في مرافق آمنة بالإمارات وألمانيا، مما يضمن سرعة التوزيع وتجنب التأخيرات التي كانت تواجه العملية مع روسيا.
من جانب اقتصادي، يأمل الاقتصاديون في أن يساعد هذا التحول في مكافحة التضخم المستمر في سوريا، الذي بلغ معدله أكثر من 100% في السنوات الأخيرة بسبب الحرب والعقوبات. ومع ذلك، يحذر بعض الخبراء من أن التحول إلى دول أخرى قد يزيد من التكاليف، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط وتقلبات سوق العملات. قال الدكتور محمد الجابري، خبير اقتصادي سوري، في تصريح للعربية: "هذه الخطوة مهمة لتعدد الشركاء، لكنها لن تكون كافية بدون إصلاحات اقتصادية شاملة، بما في ذلك خفض الدين العام وتشجيع الاستثمارات الأجنبية".
الجوانب السياسية والدبلوماسية
من الواضح أن هذا القرار يعكس تغيراً في توازن القوى الدولية بالنسبة لسوريا. روسيا، التي كانت حليفاً رئيسياً للرئيس بشار الأسد، قد ترى هذا التحول كخسارة، خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية عليها. في المقابل، يُعتبر التعاون مع الإمارات خطوة نحو تعزيز العلاقات مع الدول الخليجية، التي بدأت تتحرك نحو دعم إعادة الإعمار في سوريا، كما أن ألمانيا قد تكون جزءاً من جهود أوروبية لإحلال السلام في المنطقة.
كما أثار الأمر انتقادات من قبل بعض الأطراف الدولية، حيث قالت الولايات المتحدة في بيان رسمي إن أي تعامل اقتصادي مع سوريا يجب أن يأخذ بعين الاعتبار العقوبات المفروضة عليها بسبب انتهاكات حقوق الإنسان. ومع ذلك، دافع الجانب السوري عن القرار، معتبراً إياه خطوة نحو الاستقلال الاقتصادي.
ما الذي يعنيه ذلك للمستقبل؟
في الختام، يمكن أن تشكل خطة سوريا لطباعة عملة جديدة بالإمارات وألمانيا نقطة تحول في سياساتها الاقتصادية، خاصة إذا نجحت في جذب استثمارات إضافية. ومع ذلك، يظل السؤال الأكبر حول مدى تأثير هذا القرار على استقرار العملة السورية في ظل التحديات الداخلية. كما أن هذا التحول قد يفتح الباب لتغييرات أكبر في تحالفات سوريا الدولية، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى دعم دولي لإعادة البناء.
تابعوا موقع العربية للحصول على آخر التحديثات حول هذا الموضوع، حيث من المتوقع أن يتم الكشف عن المزيد من التفاصيل في الأيام القادمة. هل تعتقد أن هذا القرار سيساهم في تعافي الاقتصاد السوري؟ شاركونا رأيكم في التعليقات.
تعليقات