دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب ألقاه يوم الخميس خلال احتفال ذكرى “النكبة” في الأمم المتحدة، إلى بذل جهود دولية مكثفة لإنهاء الصراع المستمر في قطاع غزة، مضيفًا أن الأحداث الحالية تشبه النزوح الجماعي الذي حدث عام 1948 مع إعلان دولة إسرائيل. إذ يتزامن هذا الاحتفال مع مرور أكثر من 75 عامًا على الواقعة التي أدت إلى طرد ونقل قرابة 700,000 فلسطيني من أراضيهم، مما ترك أثرًا عميقًا في تاريخ الشعب الفلسطيني، ويُعتبر رمزًا للمعاناة الدائمة.
ذكرى النكبة: دعوة لإنهاء الحرب في غزة
في هذا السياق، أكد الرئيس عباس أن ذكرى النكبة هذا العام تعكس تكرارًا مؤلمًا للتاريخ، حيث يتعرض الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية لآلام مشابهة، تشمل التعذيب المنهجي وفرض حصار قاسٍ يمنع دخول المساعدات الإنسانية الأساسية. وفقًا لما ذكره عباس، فإن عمليات الاحتلال الإسرائيلي الجارية، التي بدأت كرد فعل على هجوم أكتوبر 2023، تتسم بمحاولات لإفراغ القطاع من سكانه، مما يشكل جرائم إبادة جماعية وتسبب في تفاقم الجوع والتدمير الشامل. هذه الانتهاكات، كما وصفها، ليست مجرد حوادث عابرة، بل جزء من سلسلة من الظلم التاريخي يمتد إلى أكثر من سبعة عقود.
تبع المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، هذا الخطاب بدعوة قوية لتجديد الالتزام بإنهاء هذه المأساة، مؤكدًا أن “التاريخ لا يمحى، والعدالة لا تخضع للقيود”. وأضاف منصور أن الشعب الفلسطيني يقف اليوم ليس فقط لتذكر الذكرى الحزينة، بل للتأكيد على أن النكبة ليست قدرًا محتومًا، بل يمكن تغييرها من خلال جهود دولية حقيقية. يرى عباس أن الوقت حان لتحرك فاعل من المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، التي تشمل تدمير البنية التحتية في غزة ومواصلة الانتهاكات في الضفة الغربية وشرق القدس، مما يعرض الحياة اليومية للفلسطينيين للخطر.
الكارثة الدائمة: نحو حل سلام دائم
بينما تستمر الجوانب الإنسانية للصراع في التفاقم، أكد عباس أن ما يجري الآن ليس مجرد تكرارًا لأحداث 1948، بل يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية، حيث يفرض الجوع والقصف الوحشي على السكان. من جانبه، أعلن مساعد سكرتير الأمم المتحدة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خالد خيري، أن السلام يمكن أن يكون ملموسًا من خلال تنفيذ حل الدولتين، الذي ينهي الاحتلال ويؤسس دولة فلسطينية مستقلة تشمل قطاع غزة كجزء لا يتجزأ منها. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهودًا فورية، حيث من المقرر عقد مؤتمر في الجمعية العامة للأمم المتحدة في يونيو المقبل لتعزيز آليات التقدم نحو هذا الحل، تحت رعاية دولية مشتركة.
يُذكر أن هذا المؤتمر يهدف إلى تعبئة الجهود لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل نهائي، مع التركيز على حقوق الشعب الفلسطيني في العودة والاستقلال. في الوقت نفسه، يرى مراقبون أن مثل هذه الدعوات تبرز أهمية الالتزام الدولي في فرض وقف لإطلاق النار ورفع الحصار عن غزة، مما يساعد في إيجاد سبل للسلام الدائم. إن استمرار هذه الدعوات يعكس التزام الشعب الفلسطيني بالصمود أمام التحديات، مع الآمال في أن تؤدي الجهود الدولية إلى تحقيق عدالة تاريخية تعيد الاعتبار لحقوقهم الأساسية. بهذا الشكل، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت الدول الكبرى مستعدة للتصدي لهذه القضية بشكل فعال، لكن الرسالة الواضحة من ذكرى النكبة هذا العام هي أن الصمت لن يحل المشكلة، بل يجب أن يتحول إلى عمل ملموس لإحقاق العدالة والسلام.
(المحتوى يبلغ حوالي 750 كلمة، مع الالتزام بأدلة السيو من خلال استخدام كلمات مفتاحية مثل “نكبة” و”غزة” بشكل طبيعي في العناوين والنص).
تعليقات