لبنان في قلب المعادلة الجديدة إذا استجاب.. ترقب انتخابي بيروت الانتخابية

يستمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارته التاريخية لدول الخليج العربي، حيث يعزز من توجيه الرسائل الدبلوماسية وإطلاق المواقف التي تشير إلى تحولات إقليمية كبرى. من بين تلك المفاجآت، أعلن ترامب قرب التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران يتناسب مع الشروط الأمريكية، فيما يعكس دعمه الواضح لدور المملكة العربية السعودية في إعادة ترتيب ملفات المنطقة. هذا الدعم شمل رفع العقوبات عن سوريا، مما خلق أجواء إيجابية ليس في الداخل السوري فقط، بل في المنطقة بأكملها، حيث يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار لدول الجوار مثل لبنان. في هذا السياق، تلقت لبنان رسائل دعم من ترامب وولي العهد السعودي وقادة الخليج، الذين شددوا على ضرورة حصر السلاح لدى القوى الشرعية كشرط أساسي للحصول على الدعم الدولي الذي يحتاجه لبنان للنهوض.

زيارة ترامب إلى الخليج وتأثيرها الإقليمي

هذه الزيارة تعبر عن نقطة تحول في الموقف العربي داخل المعادلة الدولية، حيث تبرز المملكة العربية السعودية كقائدة في السياسة والاقتصاد العربي. إضافة إلى ذلك، أظهرت الزيارة الثقل الاستراتيجي للدول الخليجية في مجالات اقتصادية وتكنولوجية وعسكرية، مما يجعلها جسراً حاسماً بين الشرق والغرب، خاصة في ظل مبادرات مثل “الحزام والطريق” الصينية. الرئيس ترامب أدرك هذه الأهمية جلية، كما ظهر في حضور الشركات الأمريكية في المنتدى السعودي الأمريكي، وترؤسه للقمة الخليجية الأمريكية، التي تعزز الموقف الأمريكي في منافسة عالمية مع الصين. كما تعدل هذه الزيارة من الأخطاء السابقة في إدارتي بايدن وأوباما تجاه الدول العربية، خاصة في صفقة البرنامج النووي مع إيران عام 2015، مؤكدة التزام الولايات المتحدة بحماية مصالح شركائها في المنطقة.

التطورات الإقليمية الناشئة من الزيارة

من جانب آخر، يرى القيادي البارز بهاء أبو كروم في الحزب التقدمي الاشتراكي أن هذه الدبلوماسية السعودية الناجحة توفر فرصاً للدول العربية، كما في رفع العقوبات عن سوريا ودفع عجلة إعادة إعمارها، مما يمكن أن يجعلها قوة استراتيجية. ومع ذلك، يؤكد أبو كروم أن لبنان كان يجب أن يكون مستعداً لهذه التحولات من خلال إنجاز الإصلاحات المطلوبة وفض النزاعات، خاصة حول سلاح حزب الله، الذي يشكل عقبة أمام الانفتاح الدولي. كذلك، بقيت الغصة في عدم نجاح الزيارة في وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، رغم التمسك السعودي بموقف ثابت يتطلب حل الدولتين قبل أي تطبيع مع إسرائيل. هذا التمسك يعكس قوة النفوذ العربي أمام الإدارة الأمريكية، مدعوماً بقوة اقتصادية تجذب القوى العالمية.

في المجمل، يكشف المشهد فرزاً إقليمياً بين قوى تسعى للتطور والسلام، كحل القضية الكردية أو دعم الإدارة السورية الجديدة، مقابل استمرار الحروب مثل تلك التي يشنها نتنياهو. في هذا السياق، نقل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الدكتور سامي أبي المنى، عن الرئيس جوزف عون أهمية الحوار لتحقيق الإصلاحات، بما في ذلك مسألة السلاح، معتبراً أن لبنان في مسيرة نهوض تستدعي دعماً عربياً عملياً لسد الفجوة المالية. أما على صعيد الجلسة النيابية، فقد تم تأجيل اقتراح قانون إعفاء المتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية، بعد نقاش حاد حول نطاقه، مما يبرز الانقسامات الداخلية في لبنان. في نهاية المطاف، يبقى الدور العربي الأكثر تأثيراً في وقف النزاعات وتعزيز الاستقرار الإقليمي.