مبعوث أممي: الإمارات نموذج رائد في تنويع الاقتصاد وتوظيف الذكاء الاصطناعي
صحيفة الخليج – الخليج
دبي: خاص بصحيفة الخليج
في تصريحٍ أثار الإعجاب على الساحة الدولية، وصف مبعوث أممي بارز، وهو الأمين العام المفوض للتنمية الاقتصادية في الأمم المتحدة، الإمارات العربية المتحدة بأنها "نموذج رائد في تنويع الاقتصاد وتوظيف الذكاء الاصطناعي". جاء هذا التصريح خلال اجتماع دولي عقد مؤخراً في جنيف، حيث أبرز المبعوث كيف أصبحت الإمارات مصدر إلهام للدول الأخرى في سعيها نحو التنمية المستدامة والابتكار التكنولوجي.
الإمارات.. قصة نجاح في التنويع الاقتصادي
منذ عقود، كانت الإمارات تعتمد بشكل كبير على قطاع النفط كمحرك رئيسي لاقتصادها. ومع ذلك، فقد خطت خطوات استراتيجية جريئة لتجنب مصير الاعتماد الوحيد على الموارد الطبيعية المتقلبة. يقول المبعوث الأممي إن "الإمارات تمثل دروساً عملية في كيفية تحويل الاقتصاد من نموذج تقليدي إلى نموذج مبني على المعرفة والابتكار". ويُعزى ذلك إلى رؤية الإمارات الاستراتيجية، مثل "رؤية 2031" و"رؤية أبوظبي للتنمية"، التي ركزت على جذب الاستثمارات في قطاعات متعددة مثل السياحة، والتمويل، والتجارة الإلكترونية، والتكنولوجيا.
في السنوات الأخيرة، سجلت الإمارات نمواً اقتصادياً ملحوظاً، حيث بلغت مساهمة القطاع غير النفطي أكثر من 70% من الناتج المحلي الإجمالي. هذا التنويع لم يكن مجرد هيكلية اقتصادية، بل كان مدعوماً بسياسات حكيمة تشجع على الابتكار، مثل إنشاء مناطق تجارية حرة وبرامج تدريبية للشباب. كما أن الاستثمارات في البنية التحتية، مثل مشروعات المدن الذكية في دبي وأبوظبي، كانت عاملاً أساسياً في هذا التحول.
توظيف الذكاء الاصطناعي: خطوة نحو المستقبل
في مجال الذكاء الاصطناعي (AI)، ترأس الإمارات جهوداً دولية لجعل التكنولوجيا أداة للتنمية. أكد المبعوث الأممي أن "الإمارات أصبحت رائدة في دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، مما يعزز الكفاءة والابتكار". ومن الأمثلة البارزة على ذلك:
-
الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي: أطلقت الإمارات هذه الاستراتيجية عام 2017، بهدف جعلها من أكثر الدول تقدماً في هذا المجال بحلول عام 2031. تشمل الاستراتيجية تطوير تطبيقات AI في القطاعات الصحية، التعليمية، والنقلية، مما يساهم في تحسين جودة الحياة.
- مبادرات عملية: في دبي، على سبيل المثال، تم استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة حركة المرور وتحسين الخدمات الحكومية عبر تطبيق "دبي الذكية". كما أعلنت أبوظبي عن شراكات مع شركات عالمية مثل غوغل ومايكروسوفت لتطوير برامج AI تستهدف حلول الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة.
وفقاً لتقارير دولية، مثل تقرير منتدى دافوس الاقتصادي، فإن الإمارات تحتل مرتبة متقدمة في مؤشرات الابتكار التكنولوجي، حيث بلغت استثماراتها في AI أكثر من 500 مليون دولار في السنوات القليلة الماضية. هذا النهج لم يقتصر على الاستثمار المالي، بل شمل تعزيز المهارات البشرية من خلال برامج تدريبية وشراكات تعليمية مع الجامعات العالمية.
الدروس الدولية وآفاق المستقبل
رأى المبعوث الأممي أن نجاح الإمارات يمكن أن يُعتمد كنمذجة للدول النامية، خاصة في ظل التحديات العالمية مثل تغير المناخ والهشاشة الاقتصادية. قال إن "الإمارات تظهر كيف يمكن للدول استخدام التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة، وفقاً لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة". وأضاف أن هذا النموذج يساعد في مواجهة البطالة والفقر من خلال خلق فرص عمل جديدة في مجالات AI.
مع ذلك، يؤكد خبراء أن التحديات تبقى، مثل ضمان الحماية من مخاطر AI مثل الخصوصية والأمن السيبراني. ومع ذلك، فإن الإمارات تواصل تعزيز شراكاتها الدولية، كما في مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي الذي استضافته أبوظبي مؤخراً.
في الختام، يبقى النجاح الإماراتي شهادة على أن الرؤية الاستراتيجية المبنية على الابتكار يمكن أن تحول الاقتصادات. كما قال المبعوث الأممي: "الإمارات ليست فقط قصة نجاح، بل هي دعوة للعالم للانضمام إلى ركب التنمية المستدامة". ومع استمرار الجهود، فإن الإمارات تؤكد مكانتها كقائد عالمي في عالم المستقبل.
تاريخ النشر: 15 أكتوبر 2023
المصدر: خاص بصحيفة الخليج
تعليقات