انقلاب تاريخي في أسعار السيارات الجديدة بالسعودية.. متوسط الأسعار يعود لمستويات ما قبل خمس سنوات!

في الآونة الأخيرة، يمر سوق السيارات في المملكة العربية السعودية بتغييرات جذرية، حيث يشهد تراجعًا كبيرًا في أسعار السيارات الجديدة. هذا الانخفاض الملحوظ أعاد الأسعار في بعض الفئات إلى مستوياتها قبل جائحة كورونا، مما يعكس توازنًا جديدًا بين العرض والطلب. هذه التحولات تأتي كرد فعل لتحسن السلاسل الإمدادية العالمية وزيادة المخزون لدى الوكلاء، مما يساعد المستهلكين على الوصول إلى خيارات أكثر تنافسية.

سوق السيارات في السعودية يشهد انقلابًا تاريخيًا في الأسعار

بات هذا التراجع في الأسعار أبرز المؤشرات الإيجابية لاستعادة التوازن في السوق، بعد سنوات من الاضطرابات الناتجة عن الجائحة وارتفاع تكاليف الشحن. يؤكد الخبراء أن العوامل الرئيسية تشمل عودة المصانع في اليابان وكوريا الجنوبية والصين إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة، مما أدى إلى تدفق أكبر من السيارات إلى الأسواق الخليجية، ولا سيما السعودية. كما ساهم تراجع تكاليف الشحن البحري بنسبة تصل إلى 45% منذ بداية العام الجاري في خفض الكلفة الإجمالية للوكلاء، مساعدًا في تقديم عروض سعرية جذابة.

بالإضافة إلى ذلك، انخفضت أسعار بعض الفئات الاقتصادية والمتوسطة الحجم بنسب تتراوح بين 12% و18% مقارنة بالعام الماضي، مما شجع المستهلكين على اتخاذ قرارات شراء أسرع. هذا الانخفاض لم يقتصر على الأسعار فحسب، بل أدى إلى عودة المنافسة الشديدة بين الوكلاء، الذين بدأوا في تقديم خصومات مباشرة، وخيارات تمويل بدون فوائد، وخدمات إضافية مثل الصيانة الممتدة أو الضمان المطول. كل ذلك يذكرنا بأيام ما قبل عام 2019، عندما كانت الأسواق أقل تضخمًا.

أسباب انخفاض أسعار السيارات وتأثيراتها الاقتصادية

علاوة على ذلك، ساهم الأفراد المستوردون والتجار للسيارات المستعملة في إعادة ضبط السوق، حيث خفض انخفاض أسعار السيارات الجديدة الفجوة مع السعر المستعمل، مما غير من أنماط قرارات الشراء. من الناحية الاقتصادية، من المتوقع أن يساهم هذا التغيير في تعزيز مبيعات القطاعات المرتبطة، مثل قطع الغيار والصيانة والتأمين، كما يخفف من الأعباء المالية على الأسر السعودية التي تتطلع إلى شراء سيارات جديدة بتكاليف معقولة. ومع تراجع نسب التضخم في قطاع النقل، يبدو أن السوق يتجه نحو استقرار أكبر.

في النظر إلى المستقبل، يتوقع المتخصصون استمرار هذا الاتجاه الانخفاضي خلال النصف الثاني من العام، خاصة مع اقتراب وصول نماذج 2026، حيث سيضطر التجار إلى تقديم المزيد من التخفيضات لتصريف المخزون الحالي. هذه التطورات تعزز من جاذبية السوق للمستهلكين، مما يعزز النشاط الاقتصادي العام ويفتح الباب أمام فرص استثمارية جديدة في هذا القطاع. بالتالي، يمثل هذا التحول خطوة مهمة نحو استعادة الثقة في سوق السيارات في السعودية، الذي يبدو أنه يتجاوز الصعوبات السابقة بفعالية.