تحول تشييع الشيخ صادق بن الملا حسن المقيلي في بلدة القديح إلى حدث عاطفي عميق، حيث امتلأت شوارع المنطقة بحشودٍ غفيرة من الأهالي والعلماء، معبرين عن حزنهم الشديد على رحيل هذا الرجل الديني المؤثر. كانت المناسبة تعكس عمق الارتباط الاجتماعي والديني مع الشيخ، الذي كان يُعتبر مرشداً روحياً وإماماً لمسجد السدرة، مما جعل التشييع أكثر من مجرد طقوس دينية، بل مناسبة تجمع المجتمع في وداعه.
تشييع الشيخ صادق في القديح
شهدت بلدة القديح، الموجودة في محافظة القطيف السعودية، مشاهد مؤثرة خلال تشييع الشيخ صادق، حيث بدأت الجموع الغفيرة مسيرتها من مقر المغتسل، مروراً بشارع البلدية وصولاً إلى شارع مدرسة سلمان الفارسي. كان الحشد ضخماً لدرجة أن السلطات اضطرت إلى إقامة صلاة الجنازة مباشرة وسط الشارع، مع توافد الأهالي من مختلف أنحاء محافظة القطيف، ليصبح الطريق عبارة عن موكب يعبر عن التقدير والحزن الجماعي. الأهالي رفعوا أيديهم بالدعاء للفقيد، بينما أغلقت بعض الشوارع لضمان سلامة المسيرة، مما أكد على مكانة الشيخ كشخصية مركزية في البلدة.
وداع عالم بارز في محافظة القطيف
كان الشيخ صادق واحداً من أبرز أبناء أسرة المقيلي المعروفة في القديح، حيث تربى في بيئة دينية عميقة، وتتلمذ على يد علماء كبار مثل العلامة السيد سعيد الخباز والعلامة الشيخ محمد كاظم الجشي، بعد إرساله من والده إلى النجف الأشرف عام 1398هـ. لاحقاً، انتقل إلى قم للدراسة على يد العلامة الشيخ عبد الرسول البيابي، ثم تعلم من أبيه فنون الخطابة، مما مكنه من اعتلاء المنبر كقاضٍ لحاجات الناس ومرشداً دينياً. لم يقتصر دوره على الوعظ الديني، بل شارك في العديد من الفعاليات الاجتماعية والدينية في القديح، مما جعله شخصية محبوبة ومحترمة بين الكبار والصغار.
وفاة الشيخ صادق تمثل خسارة كبيرة لمجتمع القديح، حيث كان له حضور اجتماعي مميز يتجاوز الحدود المحلية، إذ ألهم الكثيرين بكلامه وإرشاده. الأهالي عبروا عن حزنهم العميق منذ الصباح الباكر، مع انتشار جو من الحزن الواضح على وجوه الجميع، خاصة مع تذكرهم لأعماله الخيرية ودوره في تعزيز الروابط الاجتماعية. إخوته، مثل علي وسعيد وحسين وسلمان وأحمد وفاضل ومهدي، يشكلون جزءاً من هذه الأسرة البارزة، التي فقدت عضواً أساسياً ساهم في تشكيل هوية البلدة. الآن، مع رحيله، يبقى تأثيره حياً في ذاكرة المجتمع، كقدوة للأجيال القادمة في الالتزام بالقيم الدينية والاجتماعية. هذا الوداع لم يكن مجرد حدث عابر، بل تعبيراً عن الإرث الذي تركه الشيخ صادق، الذي سيظل يُذكر كرمز للإيمان والخدمة العامة في محافظة القطيف.
تعليقات