شاب من الشرقية يتفوق على التلعثم ويبلغ القمة في مجال الأصوات الجميلة.
أنس بكر يحصد المركز الأول في مسابقة الحناجر الذهبية
أنس بكر، الشاب البالغ من العمر 28 عامًا من محافظة الشرقية، يمثل قصة إلهامية حيث تحدى صعوبة التلعثم بموهبة صوتية فذة منحها له القدر. مع صوته الذي يعكس الدقة والإتقان، قام بتقليد مؤذني الحرمين الشريفين بدقة مذهلة، مما مكنه من الفوز بالمركز الأول في مسابقة “الحناجر الذهبية” لعام 2025، التي نظمتها مديرية الشباب والرياضة. هذا الانتصار ليس مجرد فوز شخصي، بل هو دليل على الإصرار والتميز في عالم الأصوات الدينية.
أنس، الذي يحمل ليسانسًا في الدراسات الإسلامية من قسم أصول الدين، اكتشف موهبته باكرًا عندما كان في سن الـ13 عامًا. بدأ حينها في إلقاء الأذان في مساجد قريته، مما جذب انتباه الآخرين إلى جودة صوته رغم التحديات التي كان يواجهها. مع مرور الوقت، انضم إلى مجموعة على تطبيق واتساب تضم مشايخ من الحرمين، حيث استمعوا إلى أدائه وأشادوا به، مما شجعه على مواصلة الطريق. يقول أنس إنه لم يقتصر على تقليد صوت الشيخ علي أحمد الملا من الحرم المكي، بل امتد إلى أصوات مؤذني المسجد النبوي مثل الشيخ محمد مروان والشيخ عصام بن الحسين، متحديًا نفسه ليصل إلى درجة عالية من الاحتراف.
في يومياته اليومية، يعمل أنس كمؤذن متطوع في مسجد خاتم المرسلين بمدينة الزقازيق، حيث أصبح صوته المؤثر سببًا في جذب المصلين من مختلف الأماكن لأداء الصلوات. هذا الدور لم يكن مجرد واجب ديني، بل تحول إلى منصة لإبراز موهبته، حيث يعكس كل أذان قصة صبر وتطور شخصي. الآن، بعد فوزه في المسابقة، يرى أنس أن هذا الإنجاز جاء نتيجة انتشار مقاطع صوتية له على منصات التواصل الاجتماعي، التي شجعته على المشاركة وأدت في النهاية إلى تكريمه من قبل قيادات المديرية.
التحدي والنجاح في عالم الأذان الذهبي
مع بداية رحلته، كان أنس يواجه صعوبات جسامة في النطق بسبب التلعثم، لكنه لم يسمح لهذا بأن يعيق مسيرته. بدلاً من ذلك، تحول هذا التحدي إلى محفز لتطوير مهاراته، حيث ركز على المخارج الصوتية الصحيحة والإيقاع الدقيق في الأذان. هذا الجهد أدى إلى تطور ملحوظ في أدائه، مما جعله يتفوق في مجال يتطلب دقة عالية وروحانية عميقة. الآن، يحلم أنس بتحقيق أهدافه الكبرى، مثل أداء العمرة ومقابلة مشايخ الحرمين، كما يأمل في الحصول على منصب رسمي كمؤذن ومقيم شعائر في وزارة الأوقاف. هذه الأحلام تعكس رغبته في الاستمرار في خدمة الدين والمجتمع.
قصة أنس بكر تذكرنا بأن المواهب الفطرية، عندما تُرافقها الإرادة القوية، يمكنها أن تتغلب على أي عقبة. في زمن يسوده التحديات، يقف هذا الشاب كنموذج للإصرار، حيث أثبت أن الصوت الذهبي يمكنه أن يتجاوز الحواجز ويصل إلى أعلى المراتب. من خلال فوزه، أصبح أنس مصدر إلهام للشباب في محافظة الشرقية وخارجها، مظهرًا كيف يمكن للموهبة أن تفتح أبوابًا جديدة وتغير مسار الحياة. هذا الإنجاز ليس نهاية الرحلة، بل بداية لمسيرة أكبر نحو التميز في عالم الأذان والتلاوة، حيث يستمر في تعزيز حضوره كصوت مميز في المجتمع. إن قصصه مثل هذه تجسد روح التحدي والإيجابية، مما يعزز من قيمة الثقافة الدينية في حياتنا اليومية.
تعليقات