وداع مثير.. حسام البدري يقود الأهلي للمرة الأخيرة كمدير فني اليوم

في يوم 15 مايو 2018، شهدت صفحات تاريخ كرة القدم المصرية نهاية مرحلة مهمة مع انطلاقة جديدة للأهلي، حيث غادر حسام البدري منصة التدريب بعد سلسلة من الخسارات التي أثرت على مسيرته الناجحة. كان ذلك اليوم يمثل نقطة تحول، إذ أدت غياب النغمة الفوزية في آخر أربع مباريات للفريق إلى قرار استقالته. الفريق، المعروف بقوته، واجه صعوبات غير متوقعة، مما أكد على أن الرياضة تتسم بالتغيرات السريعة. بالرغم من ذلك، فإن مسيرة البدري مع الأهلي لم تكن مجرد سلسلة من المباريات، بل رحلة مفعمة بالإنجازات التي رسخت اسمه كواحد من أبرز المدربين في الدوري المصري.

حسام البدري يودع منصة التدريب بالأهلي

في ذلك اليوم التاريخي، أعلنت لجنة الكرة بالأهلي قبول استقالة حسام البدري بعد خسارة غير متوقعة أمام كمبالا سيتي بنتيجة 2-0 في أوغندا، والتي كانت الضربة القاضية لولايته الثالثة مع الفريق. كان الفريق قد خسر سابقاً أمام الزمالك بنتيجة 2-1، ثم ودع كأس مصر بهدف وحيد أمام الأسيوطي (الذي أصبح بيراميدز لاحقاً)، قبل أن يفتتح دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا بتعادل مع الترجي الرياضي بنتيجة 0-0، متبوعاً بهزيمة أخرى أمام كمبالا سيتي بنفس النتيجة. خلال الولاية الثالثة، التي امتدت على مدار موسمي 2016-17 و2017-18، قاد البدري الأهلي في 95 مباراة رسمية عبر جميع المسابقات. حقق فيها 68 فوزاً، و19 تعادلاً، وتلقى 8 هزائم، معظمها في دوري الأبطال الأفريقي، وكانت على يد خصوم مثل الزمالك (مرتين)، الوداد المغربي (مرتين)، النجم الساحلي التونسي، مصر المقاصة، الأسيوطي، وكمبالا سيتي. هذه الإحصائيات تبرز التحديات التي واجهها البدري في نهايات عهده، لكنها لا تقصي الإرث الذي بناه خلال سنواته مع الفريق.

إنجازات المدرب البارز

مع ذلك، يبقى حسام البدري واحداً من أبرز المدربين في تاريخ الدوري المصري، حيث كتب اسمه بأحرف من نور منذ عام 2012، عندما أعاد الأهلي إلى عرش دوري أبطال أفريقيا بعد غياب دام أربع سنوات. على مدار مسيرته التدريبية، حقق البدري 10 بطولات متنوعة، سواء على المستوى المحلي أو الأفريقي، منها تسع بطولات مع الأهلي وواحدة مع المريخ السوداني. مع الأهلي، فاز بالدوري المصري ثلاث مرات، وكأس السوبر الأفريقي مرة واحدة، وكأس السوبر المحلي ثلاث مرات، وكأس مصر مرة واحدة، بالإضافة إلى الدوري السوداني مع المريخ. في موسم 2017-2018، برز توهجه بشكل خاص، حيث قاد الأهلي إلى تحقيق أرقام قياسية في بطولة الدوري، مما أكد على مهاراته الاستراتيجية وقدرته على بناء فريق متكامل. هذه الإنجازات لم تكن مجرد أرقام، بل عكست التزاماً كبيراً بالأداء العالي والابتكار في التكتيكات، مما جعل الأهلي يحافظ على مكانته كفريق رائد في القارة الأفريقية. على الرغم من النهاية المفاجئة، فإن مسيرة البدري تشكل إلهاماً للأجيال الجديدة من المدربين، حيث أظهر كيف يمكن تحويل التحديات إلى فرص للنمو والتطور. في الختام، يُنظر إلى البدري كرمز للإصرار والتميز، مما يجعل تركيزه على التطوير الشخصي والفريقي سبباً رئيسياً في نجاحه المستمر، حتى بعد مغادرته للأهلي. تحديداً، ساهم أسلوبه في خلق توازن بين الجانب الهجومي والدفاعي، مما أدى إلى هذه الإنجازات المتعددة، ويستمر تأثيره في عالم كرة القدم المصرية والأفريقية.