إيفا فارما تُعلن عن تدشين مجمع صناعة الأدوية في السعودية بحلول نهاية 2026

تسعى شركة إيفا فارما المصرية لتحقيق نقلة نوعية في قطاع الأدوية بالمملكة العربية السعودية، من خلال إنشاء خمس منشآت صناعية متكاملة، تهدف إلى تغطية احتياجات السوق المحلي والإقليمي. هذا المشروع يعكس التزام الشركة بتعزيز القدرات الإنتاجية، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والابتكار في مجال الصحة.

نمو إيفا فارما في سوق الأدوية السعودية

تشهد شركة إيفا فارما تطوراً ملحوظاً في خططها الاستراتيجية للوصول إلى التصنيع الكامل للأدوية بحلول نهاية عام 2026، حيث سيتم تشغيل خمسة مصانع متخصصة ضمن مجمع صناعي موحد يبلغ استثماره نحو نصف مليار ريال سعودي. من المتوقع بدء التشغيل التجريبي لهذه المنشآت في الربع الأخير من عام 2025، مع التركيز على إنتاج أكثر من 100 صنف دوائي، بما في ذلك أدوية الأورام، والأدوية البيولوجية، والمضادات الحيوية، وأدوية السكري والعظام، والصحة الأسرية. كما يشمل المجمع مركزاً متقدماً للبحث والتطوير، مما يعزز من الابتكار في هذا القطاع. الشركة تهدف إلى تصدير ما لا يقل عن 15% من إنتاجها إلى الأسواق الإقليمية، مما يعزز مكانتها كلاعب رئيسي في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى إيفا فارما للاستحواذ على حصة سوقية تبلغ 4.5% من سوق الأدوية في السعودية بحلول عام 2030، حيث من المتوقع أن يغطي المجمع الجديد حوالي 6% من واردات المملكة السنوية من الأدوية. هذا المشروع يتوافق مع أهداف رؤية 2030 السعودية، التي تركز على تعزيز القطاع الصحي ضمن خطط تنموية شاملة تتجاوز قيمتها التريليون دولار، مع التركيز على رفع كفاءة الرعاية الصحية لمواكبة النمو السكاني وارتفاع متوسط العمر المتوقع. كما أن البرنامج الوطني لتطوير القطاع، الذي أطلق في عام 2021، ومبادرات صندوق الاستثمارات العامة في عام 2023، تساعد في جذب الشركات العالمية مثل إيفا فارما.

تعزيز صناعة الدواء في المملكة

يساهم مشروع إيفا فارما في دعم التوطين الصناعي للأدوية، حيث يتضمن إنشاء مصانع متخصصة: الأول لإنتاج الأقراص والكبسولات، والثاني لأدوية الأورام والمناعة، والثالث للمنتجات البيطرية، والرابع للقاحات، والخامس لمنتجات العناية الشخصية. هذا التنوع يعكس سعي الشركة لنقل خبراتها المتراكمة من الشراكات الدولية، مثل إنتاج مادة خام دواء “ريمديسيفير” خلال جائحة كورونا كأول شركة عربية، وإنتاج عقار الأنسولين بالتعاون مع شركة “إيلي ليلي” الأمريكية، الذي يُصدر إلى أكثر من 60 دولة.

بالإضافة إلى ذلك، يؤكد المشروع على دعم التنمية البشرية، حيث سيوفر أكثر من 800 فرصة عمل، نصفها مخصصة للنساء السعوديات، لتعزيز مشاركتهن في بيئة عمل احترافية. كما أن الشركة تتطلع إلى تعاون مع جهات سعودية رئيسية مثل الشركة الوطنية للشراء الموحد (نوبكو)، وهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، وهيئة كفاءة الإنفاق، لتوطين إنتاج الأدوية الحيوية.

من جانب آخر، يعكس هذا الجهد الجهود الوطنية للمملكة في بناء صناعة الأدوية واللقاحات بالتعاون مع شركات عالمية، بهدف تلبية الاحتياجات المحلية وفتح آفاق التصدير. في السياق نفسه، يتوقع أن يصل حجم قطاع الرعاية الصحية في السعودية إلى 250 مليار ريال بحلول 2030، مما يبرز الفرص الواعدة.

أما بالنسبة للجانب المصري، فإن اهتمام الشركات المصرية بالسوق السعودية في ازدياد، كما هو evident في اتفاقيات مثل تلك التي وقعتها “جيبتو فارما” مع شركة “مدينة فارما” بقيمة 4 مليارات جنيه لنقل تكنولوجيا التصنيع حتى عام 2030. هذا الاتجاه يعزز الشراكات الإقليمية ويساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأدوية، مما يدعم الاستدامة الاقتصادية والصحية في المنطقة.