أكد جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ثقته الكاملة في السعودية كمنظمة لنسخة تاريخية من بطولة كأس العالم 2034، مستندًا إلى الإمكانات الواسعة والموارد الهائلة التي تمتلكها البلاد. في خطوة تُعتبر سابقة في تاريخ الرياضة العالمية، أعلن الاتحاد فيفا في 11 ديسمبر 2024 عن فوز السعودية باستضافة هذه البطولة بمفردها، حيث سيشمل الحدث 48 منتخبًا من مختلف القارات، مما يعكس طموحات السعودية في تعزيز مكانتها كقوة رياضية عالمية.
ثقة فيفا في استضافة كأس العالم 2034
خلال جلسة حوارية بعنوان “الشراكات والتقدم نحو كأس العالم في السعودية”، أعرب إنفانتينو عن إعجابه بجهود السعودية في مجال كرة القدم. وصفت السعودية كواحدة من أبرز المستثمرين العالميين في هذه الرياضة، حيث أكد أن البلاد تستعد لاستضافة حدث تاريخي يعزز من مكانتها الاقتصادية والرياضية. مع التحول السريع في المنطقة نحو أن تصبح مركزًا اقتصاديًا رئيسيًا، يرى إنفانتينو أن هذه الفرصة تمنح السعودية القدرة على إدارة نسخة مميزة من البطولة، تجمع بين الابتكار والاستدامة. هذا الإعلان يبرز الالتزام الواضح للسعودية تجاه تطوير البنية التحتية الرياضية، بما في ذلك بناء الملاعب الحديثة وتحسين المنشآت الرياضية، لضمان نجاح الحدث على المستوى العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، عبّر إنفانتينو عن سعادته الشخصية بزيارته لمدينة الرياض، مشيرًا إلى أن السعودية ليس فقط دولة تستثمر بشكل كبير في كرة القدم، بل تُسهم في تنظيم أحداث عالمية أخرى قريبة. على سبيل المثال، من المتوقع أن تنطلق بطولة كأس العالم للأندية بعد شهر واحد من الآن، حيث سيكون الفريق السعودي الهلال جزءًا من مجموعة تحتوي على نادي ريال مدريد، مما يعزز من المنافسة العالمية ويرفع من شعبية الرياضة في المنطقة. هذه الخطوات تعكس رؤية شاملة لتطوير كرة القدم في السعودية، بدءًا من الدعم المالي واللوجيستي حتى تعزيز الروابط الدولية مع الاتحادات الرياضية الأخرى.
النهوض ببطولة كرة القدم العالمية في السعودية
في جانب آخر، لم يغفل إنفانتينو أهمية كرة القدم النسائية، حيث أشاد بالجهود الاستثنائية التي تقوم بها السعودية في هذا المجال. وصفها بأنها استثمار هائل يشمل إنشاء دوري نسائي قوي وتطوير منتخب وطني يمثل البلاد على المستوى الدولي. هذه الخطوات ليست مجرد دعم مالي، بل تمثل تحولًا اجتماعيًا واسعًا، حيث أصبحت كرة القدم النسائية جزءًا أساسيًا من استراتيجية السعودية لتعزيز المساواة والتطور الرياضي. مع هذا التركيز، من المحتمل أن تشهد البطولة العالمية 2034 مشاركة أكبر للنساء في الحدث، سواء من خلال الفرق أو الدورات التدريبية المتوازنة.
بالنهاية، يُعتبر فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034 خطوة تاريخية تجسد طموحاتها في أن تكون مركزًا عالميًا للرياضة. هذا الحدث، الذي سيجمع بين الثقافات والأمم، سيعزز التعاون الدولي ويفتح آفاقًا جديدة لكرة القدم في المنطقة. من خلال استثماراتها الهائلة والرؤية الاستراتيجية، تثبت السعودية أنها قادرة على تحقيق نجاح شامل، مما يعزز من سمعة فيفا كمنظم لأكبر الأحداث الرياضية. إن هذا التحضير الدقيق للبطولة سيكون نموذجًا للدول الأخرى في كيفية دمج الرياضة مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما يضمن أن نسخة 2034 ستكون حدثًا لا يُنسى في تاريخ كرة القدم.
تعليقات