في ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء، شعر سكان العاصمة القاهرة وعدة محافظات أخرى بهزة أرضية مفاجئة، حيث استغرقت هذه الهزة أقل من 20 ثانية وتركت تأثيراً واسعاً رغم قصر مدتها. قام الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بتفسير التفاصيل العلمية لهذه الحادثة من خلال مقابلة تلفزيونية، مؤكداً على طبيعة الزلازل كظاهرة طبيعية يومية، مع تقديم نصائح لضمان السلامة.
زلزال اليوم قوي نسبيا
وصف الدكتور طه رابح الزلزال بأنه بلغ قوته 6.4 درجات على مقياس ريختر، مما يجعله حدثاً قوياً نسبياً في السياق الإقليمي. أوضح أن مركز الزلزال يبعد حوالي 418 كيلومتراً شمال مدينة مرسى مطروح، بالقرب من شرق جزيرة كريت في البحر المتوسط، وأن عمق الحدث تجاوز 60 كيلومتراً تحت سطح الأرض. هذا العمق المعتبر يفسر لماذا شعر به المواطنون في مناطق بعيدة نسبياً عن المركز، حيث أن الزلازل في هذه المناطق غالباً ما تكون محسوسة بسبب طبيعة التربة والتوزيع الجيولوجي. المنطقة نفسها تعد نشطة زلزالياً بسبب انزلاق اللوح الإفريقي تحت اللوح الأوروبي، مما يؤدي إلى وجود فالق نشط يولد هذه الاضطرابات بانتظام. رغم ذلك، أكد الدكتور رابح أن مصر بشكل عام تكون أقل عرضة للزلازل القوية مقارنة بمناطق أخرى مثل المحيط الهادي أو الحزام الهندي، حيث تحدث أحداث مشابهة بكثرة.
تأثيرات الهزة الأرضية
من جانب آخر، أثار الزلزال مخاوف بين السكان، لكنه كان فرصة لتسليط الضوء على أهمية الاستعداد والتعامل الآمن مع مثل هذه الحوادث. شدد الدكتور رابح على أن غرفة الطوارئ في المعهد القومي تتابع الوضع بشكل مستمر، مع التركيز على رصد أي ارتدادات ممكنة أو تغيرات في سلوك المياه في البحر المتوسط. في رسالة طمأنة، أكد أن مثل هذه الزلازل هي جزء من العمليات الجيولوجية الطبيعية، وأن الشعور بها يبدأ عادة عندما تتجاوز 4 درجات على مقياس ريختر، مما يجعل الحدث الحالي ضمن الفئة القابلة للإحساس لكن غير المهدد بشكل كبير. نصح المواطنين بالتصرف بهدوء في حال حدوث هزة أرضية، مثل الالتجاء إلى أماكن آمنة كتحت طاولة قوية أو قطعة أثاث مستقرة، مع تجنب الاقتراب من النوافذ أو الأجسام غير المثبتة التي قد تسقط. كما حذر من مخاطر التدافع أثناء الخروج، مشدداً على أن مثل هذه السلوكيات قد تكون أكثر ضرراً من الزلزال نفسه.
في الختام، يظل من المهم للمجتمع المصري الالتزام بإرشادات السلامة ومتابعة المعلومات الرسمية من الجهات المختصة لتقليل المخاطر. هذه الأحداث تذكرنا بأهمية الوعي بظواهر الطبيعة وكيفية التعامل معها، خاصة في منطقة تتمتع باستقرار نسبي. من خلال فهم العلم وراء هذه الزلازل، يمكن للأفراد أن يشعروا بالأمان أكثر، مع دعوة مستمرة لتطوير البرامج التعليمية حول السلامة الزلزالية في المدارس والمؤسسات. هذا النهج ليس فقط يقلل من الذعر بل يعزز الاستعداد لأي حدث مستقبلي، مما يعكس دور العلم في تعزيز الحياة اليومية.
تعليقات