قصة إلهامية.. كفاح ضد المرض والإعاقة يؤدي إلى الدكتوراه بعد الخمسين!

حنان عقيلي، أم مصرية لخمسة أطفال، تجسد قصة إنسانية ملهمة تختصر صراعات الحياة مع المرض والإعاقة، حيث تحولت من سيدة لم تتلق تعليمًا رسميًا إلى دكتوراة مكافحة، رغم تحديات تجاوزت سن الخمسين. إنها رحلة تعكس قوة الإرادة والإيمان، حيث واجهت حنان صعابًا لا تحد مع ابنها الذي كان يعاني من فقدان السمع والحركة، لكنها استطاعت، بفضل عزمها الديناميكي، مساعدته على اكتساب قدراته من جديد، مما جعله يتواصل مع العالم من حوله. هذه القصة ليست مجرد سيرة حياة، بل دروس في الصبر والإصرار، حيث بدأت حنان رحلتها التعليمية من فصول محو الأمية، لتتسلق درجات النجاح حتى حصولها على درجة الدكتوراه، رغم كل العقبات التي واجهتها.

قصة كفاح ملهمة ضد المرض والإعاقة.. من محو الأمية إلى الدكتوراه بعد الخمسين

في مسيرتها الشاقة، لم تكن حنان عقيلي تقاتل فقط من أجل تعليمها، بل كانت توازن بين واجباتها كأم وزوجة أمام تحديات جسام. بدأت رحلتها بتعلم أساسيات القراءة والكتابة في فصول محو الأمية، لكنها لم تتوقف هناك، بل اجتاحت مراحل التعليم العالي بإصرار لا يتزعزع، حتى حصلت على الدكتوراه بعد أن تجاوزت الخمسين من العمر. كانت إيمانها بالله مصدر قوتها الرئيسي، فقد أكدت أن الإيمان هو الذي ساعدها في مساعدة ابنها على التغلب على إعاقته، حيث تحول من طفل معزول إلى فرد نشيط يشارك في الحياة. ومع ذلك، لم يقتصر كفاحها على هذا المجال، فهي واجهت أيضًا معاناة زوجها مع مرض السرطان، حيث كانت تتواجد إلى جانبه في العناية المركزة، ثم تذهب مباشرة لأداء امتحاناتها التعليمية، محافظة على توازنها بين الرعاية الأسرية والطموح الشخصي. هذه الجوانب تجعل من قصتها مصدر إلهام للعديد، كما أنها تبرز كيف يمكن للإنسان أن يحول التحديات إلى فرص للنمو والتطور.

رحلة إصرار وصبر أمام التحديات

بعد رحيل زوجها، واجهت حنان عقيلي تحديًا آخر مع مرض السرطان الذي أصابها مباشرة، لكنه لم يكن سوى اختبار آخر لصبرها الشديد. رغم ألم الفقدان وصعوبة الحياة، كانت أبناؤها الدافع الأكبر لها للاستمرار، فهي حرصت على ألا يروها ضعيفة أو متعبة، بل كانت تظهر لهم قوة وثباتًا، مما ساعدها على التغلب على المرض بفضل إيمانها العميق. تروي حنان أن الله كان كريمًا معها، إذ منحها قوة تجاوزت الحدود الطبيعية، وخاصة بعد رؤيتها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المنام مرتين، وهي الرؤى التي قدمت لها دعمًا نفسيًا هائلًا وشحنًا من الطاقة لمواجهة كل الصعاب. هذه اللحظات كانت محورية في مسيرتها، حيث أعادت تشكيل نظرتها للحياة كممارسة للصبر والإيمان، مما جعلها تستمر في تحقيق أحلامها دون أن تتخلى عن واجباتها تجاه عائلتها. اليوم، تُعتبر حنان نموذجًا حيًا للإصرار، حيث أصبحت قصتها مصدر إلهام للنساء والأمهات اللواتي يواجهن تحديات مشابهة، تذكرننا بأن الإرادة القوية تستطيع تحويل الظروف القاسية إلى قصص نجاح ملهمة. في عالم يغلب عليه اليأس أحيانًا، تقف حنان كدليل على أن الكفاح المستمر يؤدي إلى النصر، سواء كان في مواجهة الإعاقة أو الأمراض أو حتى التحديات اليومية، مما يعزز من قيمة الإيمان والأسرة في بناء حياة أفضل.