سلم المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، ست رخص ذهبية جديدة لمجموعة من المشروعات الاستثمارية الاستراتيجية، وهو خطوة تندرج ضمن الجهود الحكومية المكثفة لتعزيز الفرص أمام المستثمرين وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية. شارك في هذه المناسبة السيد حسام هيبة، رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، الذي أكد على أهمية هذه الرخص في دعم التنمية الاقتصادية وتحفيز القطاعات الاستراتيجية. تُمثل هذه الرخص دليلاً على التزام الدولة بتوفير بيئة استثمارية مشجعة، حيث تهدف إلى تسهيل الإجراءات الإدارية وزيادة القدرات الإنتاجية، مما يعزز من التنويع الاقتصادي ويقلل من الاعتماد على القطاعات التقليدية. مع تزايد الاهتمام بالاستثمارات المستدامة، تأتي هذه الخطوة لتعزيز الشراكات مع المستثمرين الدوليين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، حيث يمكن لهذه المشروعات أن تسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز الصادرات.
رخص ذهبية لدعم الاستثمارات الاستراتيجية
في هذا السياق، تم منح هذه الرخص الذهبية لمشروعات متنوعة تغطي قطاعات حيوية، مما يعكس التوجه نحو الابتكار والتوسع الاقتصادي. يأتي المشروع الأول، كوفيكاب إيجيبت لتصنيع الأسلاك الكهربائية، كأحد أبرز هذه المبادرات، حيث يُقام على مساحة تزيد عن 30 ألف متر مربع في المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان، بتكلفة استثمارية تقدر بـ40 مليون دولار. هذا المشروع ليس مجرد خطوة نحو تحسين البنية التحتية الكهربائية، بل يساهم في توفير نحو 267 فرصة عمل مباشرة، مما يعزز من معدلات البطالة ويحفز على تدريب الكوادر المحلية. بالإضافة إلى ذلك، يُعد مشروع أبيدوس للطاقة المتجددة نموذجاً للاستدامة، إذ يشغل مساحة كبيرة تبلغ 20 كيلومتر مربع في محافظة أسوان، باستثمار يصل إلى 850 مليون دولار، ويوفر أكثر من 4000 فرصة وظيفية. هذا المشروع يركز على استخدام الطاقة الشمسية والرياح، مما يدعم الرؤية الوطنية للانتقال إلى الطاقة النظيفة ويقلل من البصمة الكربونية.
من جانبه، يبرز مشروع لو سافر مصر لصناعة الخمائر كقطاع غذائي حيوي، حيث يقام على مساحة 43 ألف متر مربع بتكلفة 120 مليون يورو، ويساهم في إنشاء 130 فرصة عمل. هذا المشروع يعزز من سلاسل الإمداد المحلية ويحقق الاكتفاء الذاتي في مواد أساسية، بينما يدعم الصادرات إلى الأسواق الإقليمية. كما يشمل الرخص الذهبية مشروع هوتاماكى إيجيبت لإنتاج عبوات مصبوبة الألياف، الذي يقع في مدينة السادات بمحافظة المنوفية على مساحة 21 ألف متر مربع، بتكلفة استثمارية بلغت مليار و470 مليون جنيه، ويوفر نحو 61 فرصة عمل. هذا المشروع يركز على التكنولوجيا المتقدمة لتلبية احتياجات الصناعات التحويلية، مما يعزز القدرة التنافسية في السوق العالمية.
تراخيص استثمارية لتعزيز المشروعات التنموية
يستمر الدعم من خلال مشروع شين شينغ لصناعة مسبوكات حديد الزهر، الذي يشغل مساحة 270 ألف متر مربع في العين السخنة بمحافظة السويس، بتكلفة 145 مليون دولار، ويعمل على توفير 700 فرصة عمل. هذا المشروع يساهم في تطوير صناعة المعادن ويلبي الاحتياجات المحلية للأنابيب والمكونات الصناعية، مما يدعم مشاريع البنية التحتية الكبرى. أخيراً، يبرز مشروع يادا إيجيبت لصناعة الأثاث كقطاع إبداعي، حيث يقام على مساحة 208 ألف متر مربع في مدينة العلمين الجديدة بمحافظة مطروح، باستثمار يصل إلى 70 مليون يورو، ويوفر أكثر من 6350 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. هذا المشروع يعزز من صناعة الأثاث المحلية ويفتح أبواباً للتصدير، مع التركيز على التصاميم الحديثة والمستدامة.
بشكل عام، تُعد هذه الرخص الذهبية محفزاً رئيسياً للنمو الاقتصادي، حيث تساهم في خلق آلاف الوظائف وتعزيز القدرات الإنتاجية عبر قطاعات متعددة. هذا النهج يعكس رؤية شاملة للتنمية، تركز على الابتكار والاستدامة، مما يجعل مصر وجهة جذابة للمستثمرين. من خلال دعم هذه المشروعات، تتحقق أهداف استراتيجية في تعزيز الاقتصاد المعرفي وتحسين الوضع التنافسي على المستوى الدولي، مع الاستفادة من الموارد المحلية وتطوير البنية التحتية لمواكبة التحديات المستقبلية. بهذا الشكل، يتم بناء أساس قوي لاقتصاد متنوع ومستدام، يعتمد على الشراكات الدولية والمحلية لتحقيق الرؤية الطويلة الأمد.
تعليقات