الحبتور يطالب بتعديل ساعات الدراسة.. ووزارة التربية تترحب بالمناقشة

الحبتور يطالب بإعادة النظر في ساعات الدراسة الطويلة.. ووكيل "التربية" يرد: يسعدنا مناقشة الأفكار التطويرية

أبوظبي – خاص "الأخبار"

في خطوة تثير التساؤلات حول نظام التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، دعا رجل الأعمال البارز خليفة الحبتور إلى إعادة النظر في ساعات الدراسة الطويلة في المدارس، معتبرًا أنها قد تؤثر سلبًا على صحة الطلاب وأدائهم التعليمي. جاء هذا الطلب خلال تصريحات له أدلى بها في أحد اللقاءات الإعلامية، حيث أكد الحبتور على ضرورة التكيف مع المتغيرات العصرية لتحسين بيئة التعلم. في المقابل، رد وكيل وزارة التربية والتعليم بإيجابية، مشيرًا إلى ترحيبه بمناقشة أي أفكار تطويرية تهدف إلى تعزيز النظام التعليمي.

الجذور والأسباب: لماذا يطالب الحبتور بتغيير ساعات الدراسة؟

يُعتبر خليفة الحبتور أحد أبرز الشخصيات الاقتصادية في الإمارات، وهو معروف بدعمه للمبادرات التعليمية والاجتماعية. في تصريحاته الأخيرة، أشار إلى أن ساعات الدراسة الطويلة، التي غالبًا ما تتجاوز الست ساعات يوميًا في بعض المدارس، قد تكون مفرطة في الضغط على الطلاب، خاصة في ظل التحديات الناتجة عن الجائحة العالمية وانتشار التعليم عن بعد. وقال الحبتور: "نحن بحاجة إلى مراجعة هيكل اليوم الدراسي ليتناسب مع احتياجات الطلاب النفسية والجسدية. الطفولة والشباب يحتاجان إلى وقت للراحة والأنشطة الرياضية، لا أن يقضوا معظم يومهم خلف المقاعد".

يستند هذا الطلب إلى دراسات عالمية تشير إلى أن ساعات الدراسة الطويلة قد تؤدي إلى زيادة مستويات الإجهاد لدى الطلاب، مما يؤثر على تركيزهم وإنتاجيتهم. على سبيل المثال، في دول مثل فنلندا وأستراليا، تم تقليل ساعات الدراسة مع التركيز على جودة التعلم بدلاً من الكم، مما أدى إلى تحسين نتائج الطلاب. ويأمل الحبتور أن تتخذ الإمارات خطوات مشابهة، مستفيدة من خبرتها في الابتكار التعليمي، مثل برامج التحول الرقمي في التعليم.

رد وزارة التربية: تحية للأفكار التطويرية

في رد سريع وإيجابي، أكد وكيل وزارة التربية والتعليم أن الوزارة مفتوحة لجميع الاقتراحات التي تساهم في تطوير النظام التعليمي. وقال في بيان رسمي: "يسعدنا مناقشة الأفكار التطويرية المقدمة من قبل شخصيات بارزة مثل الأستاذ خليفة الحبتور. نحن نعمل دائمًا على تحسين بيئة التعلم لضمان رفاهية الطلاب وتحقيق أفضل النتائج التعليمية". وأضاف أن الوزارة تجري دراسات مستمرة حول جدول الدراسة، مشيرًا إلى أن هناك خططًا لدمج المزيد من النشاطات الرياضية والترفيهية في البرامج الدراسية.

يُذكر أن وزارة التربية في الإمارات قد أجرت في السنوات الأخيرة عدة تعديلات على نظام التعليم، مثل تقصير بعض الفترات الدراسية خلال فصل الصيف أو دمج التعليم عن بعد لتقليل العبء على الطلاب. ومن المتوقع أن تُفتح قنوات حوار بين الوزارة وخلفاء الأعمال مثل الحبتور لمناقشة هذه المسألة بشكل أعمق.

التأثيرات المحتملة على مستقبل التعليم في الإمارات

هذا الجدل يأتي في وقت يشهد فيه النظام التعليمي الإماراتي تحولات كبيرة، بما في ذلك تبني الذكاء الاصطناعي وبرامج التعلم المرن. إذا تم تنفيذ اقتراحات الحبتور، قد يؤدي ذلك إلى إعادة هيكلة اليوم الدراسي، مثل تقليل ساعات الدروس التقليدية وزيادة التركيز على التعلم التفاعلي أو النشاطات الخارجية. ومع ذلك، يجب مراعاة تحديات مثل ضمان تغطية المناهج الكاملة وضبط جدول الأساتذة.

في الختام، يُعد هذا الطلب من الحبتور دليلاً على اهتمام القطاع الخاص بالتعليم، ويؤكد على أهمية الحوار بين الأطراف المعنية. مع استجابة وزارة التربية الإيجابية، قد يكون هذا البداية لحملة إصلاحية تعزز من جودة التعليم في الإمارات، مما يضمن للأجيال القادمة تعليمًا متوازنًا ومستدامًا. يتابع "الأخبار" التطورات حول هذا الموضوع لتقديم التحديثات للقراء.

(تصوير: من مصادر إخبارية متعلقة بالحدث)