جولة ترامب الخليجية: من الرياض إلى الدوحة لاستكشاف استثمارات عملاقة وتجاهل القضايا الساخنة
وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء صباحًا يمثل بداية جولة دبلوماسية حيوية في منطقة الخليج، تستغرق أربعة أيام وتركز بشكل رئيسي على تعزيز الروابط الاقتصادية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، على الرغم من التحديات الأمنية المستمرة مثل الصراع في غزة والتوترات المحتملة حول برنامج إيران النووي. سيزور ترامب الرياض أولاً للمشاركة في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، ثم يتوجه إلى قطر يوم الأربعاء، ومن ثم إلى الإمارات يوم الخميس، مصطحبًا معه كبار قادة الأعمال الأمريكيين مثل إيلون ماسك، رئيس تسلا، وغيرهم من أبرز الشخصيات مثل لاري فينك من بلاك روك وجين فريزر من سيتي جروب. هذه الجولة تأتي في سياق جهود ترامب لتعزيز الشراكات الاقتصادية، مع توقعات لإعلان صفقات استثمارية ضخمة تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات.
زيارة دونالد ترامب إلى دول الخليج
في هذه الزيارة، يسعى الرئيس ترامب إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع السعودية وقطر والإمارات، حيث تعهدت السعودية بالفعل باستثمارات تبلغ 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، لكنه يهدف إلى رفع هذا الرقم إلى تريليون دولار كامل. سيتم مناقشة صفقات تجارية واسعة النطاق، بما في ذلك عرض محتمل لصفقة أسلحة بقيمة تزيد عن 100 مليار دولار، تشمل أسلحة متطورة مثل طائرات نقل من طراز سي-130. كما أن برفقة ترامب يتواجد فريق وزاري قوي، بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيجسيث، مما يعكس أهمية هذه الجولة في تعزيز الروابط الاستراتيجية. رغم الضغوط الجيوسياسية، مثل الجهود لوقف إطلاق النار في غزة والضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول اتفاق سلام، إلا أن التركيز الرئيسي يبقى على الجوانب الاقتصادية، مع تجنب مناقشة قضايا حساسة مثل التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وفق ما أشار مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط.
رحلة الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط
تأتي هذه الرحلة الخارجية الثانية لترامب منذ توليه المنصب، بعد زيارته روما لحضور جنازة البابا فرنسيس، في وقت يشهد توترات عالمية متنوعة، بما في ذلك المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي وتهديدات ترامب بالرد العسكري في حال فشل الدبلوماسية. كما أن هناك احتمالات لتمديد الجولة إلى تركيا يوم الخميس، حيث قد يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في محادثات تهدف إلى حل الصراع في أوكرانيا. في قطر والإمارات، من المتوقع أن يركز اللقاءات على الفرص الاقتصادية، مع تقارير عن هدايا محتملة من الأسرة الحاكمة في قطر، مثل طائرة بوينج 747-8 الفاخرة لتكون طائرة الرئاسة المستقبلية، وهو أمر يثير استفسارات أخلاقية. ومع ذلك، يظل التركيز الأساسي على بناء شراكات تجارية طويلة الأمد، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز استثماراتها في المنطقة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي. هذه الجولة تعكس استراتيجية ترامب في دمج الدبلوماسية مع الاقتصاد، مع الالتزام بتحقيق تقدم في اتفاقيات إبراهيم لتوسيع الاعتراف بإسرائيل من قبل دول عربية أخرى، رغم الصعوبات المرتبطة بقضية غزة والصراعات الأخرى. بشكل عام، تمثل هذه الزيارة خطوة حاسمة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية والهيكلية بين الولايات المتحدة ودول الخليج، مما قد يؤثر على توازن القوى في الشرق الأوسط.
تعليقات