مثل هذا اليوم.. تتويج تاريخي للأهلي والزمالك بكأس مصر للمرة الثانية!

فوز الأهلي والزمالك بكأس مصر مناصفة للمرة الثانية

في مثل هذا اليوم، تحديداً في 13 مايو، سطر تاريخ كرة القدم المصرية صفحة جديدة عندما تقاسم ناديي الأهلي والزمالك لقب كأس مصر في نسختها الـ37، مكررين حدثاً سبق وقع في نسخة 22 عام 1943 دون أن يلعب الفريقان. كان الأمر يعود إلى بطولة انتهت بتعادل في المباراة النهائية، والتي جرت في 9 مايو 1958 بملعب الترسانة، حيث انتهت المواجهة الأولى بالتعادل السلبي. تم ترتيب إعادة المباراة في نفس الملعب وبحكم نفسه، الإمبراطور حسين إمام، لكنها انتهت هذه المرة بهدفين لكل فريق، مما أدى إلى تعادل مثير.

الشوط الأول شهد توازناً مبكراً، حيث تقدم ميمي الشربيني للأهلي في الدقيقة الثامنة، ثم أدرك عصام بهيج التعادل للزمالك بعد خمس دقائق فقط. مع اقتراب نهاية الوقت الإضافي، سجل ميمي الشربيني هدفه الثاني للأهلي قبل تسع دقائق من النهاية، لكن علاء الحامولي استطاع إحراز هدف التعادل لفريقه من ضربة جزاء بعد دقيقتين فقط. هذا التعادل أدى إلى قرار غير تقليدي، حيث قرر المشير عبد الحكيم عامر، الذي كان يشاهد المباراة، إجراء قرعة بين الفريقين لتقاسم الكأس، مما مكن الزمالك من الاحتفاظ باللقب للعام الثاني على التوالي، بينما استعاد الأهلي اللقب بعد غياب عام واحد عنه.

هذه الحادثة تُعد من أبرز الأحداث في تاريخ الكرة المصرية، حيث جسدت روح المنافسة العريقة بين الناديين، وأكدت أن الرياضة أحياناً تتجاوز نتائج المباريات لتكون رمزاً للعدالة والمشاركة. قائمة لاعبي الأهلي في تلك المباراة كانت تشمل عادل هيكل، طارق سليم، رضا عبد الحميد، عبد الوهاب سليم، رفعت الفناجيلي، سليمان فارس، وجيه مصطفى، السيد الضيظوي، صالح سليم، طه أسماعيل، وميمي الشربيني، مع بعض التغييرات عن المباراة الأولى حيث استبدل طلعت عبد الحميد، توتو، وشريف الجندي بـ”عبد الوهاب سليم، صالح سليم، طه أسماعيل”. أما الزمالك، فقد مثل الفريق ألدو، يكن حسين، علاء الحامولي، محمد رفاعي، سمير قطب، عبده نصحي، عصام بهيج، محمد الطحاوي، خليل قدري، شريف الفأر، ودميان، مع مشاركة نور الدالي، رأفت عطية، رامز عزت، وبيبو في المباراة الأولى بدلاً من بعض اللاعبين.

تقاسم البطولة بين الأهلي والزمالك

يعكس هذا الحدث الرياضي أهمية تقاسم البطولة كحل إبداعي في ظل التعادلات، حيث سمحت القرعة لكلا الفريقين بالاحتفاظ بالكأس لفترة ستة أشهر كل منهما. هذا القرار لم يكن مجرد حلاً فنياً، بل عكس روح التعاون في الرياضة المصرية، خاصة في عصر الخمسينيات. يُذكر أن الأهلي كان قد فاز سابقاً بعدة ألقاب، مما جعله يعود بقوة بعد هذا الانقطاع، بينما الزمالك أثبت استمراريته كقوة رياضية. هذا التاريخ يظل محفوراً في أذهان عشاق الكرة في مصر، كونه يبرز كيف يمكن للألعاب أن تكون أكثر من مجرد منافسة، بل تجسيداً للقيم الرياضية والاجتماعية. مع مرور السنين، أصبحت هذه القصة مصدر إلهام للأجيال الجديدة، حيث تذكرنا بأن الرياضة تخلق روابط دائمة بين الأندية والجماهير، وتحافظ على تراث يستمر في التطور. بالإضافة إلى ذلك، فإن مثل هذه الأحداث تعزز من سمعة كأس مصر كمنافسة تاريخية تعكس تنوع الرياضة في البلاد، مما يجعلها حدثاً أساسياً في التقويم الرياضي المصري.