ترمب قبل زيارته التاريخية للرياض

وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب زيارته المقبلة إلى السعودية والإمارات وقطر بأنها حدث تاريخي، مشدداً على أهميتها في تعزيز التعاون الإقليمي. في مؤتمر صحفي قبل مغادرته، أكد ترمب أنه يسعى من خلال هذه الزيارة إلى بناء شراكات أقوى في الشرق الأوسط، مع التركيز على مكافحة التهديدات الأمنية والاقتصادية. كما أبرز قلقه الشديد من استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً أن الحرب الدائرة هناك تُمثل كارثة إنسانية لا يمكن السكوت عنها، ودعا إلى حلول دبلوماسية فورية.

زيارة ترمب التاريخية للمنطقة

في سياق تصريحاته، أعلن ترمب أن الولايات المتحدة تدرس خيار تخفيف العقوبات المفروضة على سورية لفتح صفحة جديدة، خاصة بعد مشاورات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. هذا الاقتراح يأتي كرد فعل على طلبات دولية لإعطاء سورية فرصة لإعادة الإعمار، مع الحرص على مراقبة أي تقدم نحو السلام. بالإضافة إلى ذلك، أشار ترمب إلى أن المفاوضات النووية مع إيران تسير بشكل إيجابي، حيث يرى في سلوك طهران عقلانية وحذراً يمكن أن يؤدي إلى اتفاق مستدام. وفي كلمة ألقاها خلال توقيع أمر تنفيذي بخصوص خفض أسعار الأدوية، عبّر عن تفاؤله قائلاً: “هناك أشياء جيدة للغاية تحدث بخصوص إيران”.

أما بالنسبة للقضايا الأخرى، فإن ترمب أعرب عن سعادته الكبيرة بإطلاق سراح المواطن الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي كان محتجزاً لدى حركة حماس في غزة، وأمل في أن يتبعه إطلاق سراح الرهائن الآخرين. وصف مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بأنه “رجل الصفقات” الذي يقوم بعمل ممتاز في التوسطية بين الأطراف. من جانب آخر، تحدث عن الجهود في اليمن، حيث أكد أن جماعة الحوثيين توقفت عن الهجمات بعد اتفاق مع واشنطن، مما يُعزز فرص السلام في المنطقة.

جهود الرئيس الأمريكي لتعزيز السلام

علاوة على ذلك، أثار ترمب احتمال مشاركته في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا المقررة في تركيا يوم الخميس، معتبراً أنها قد تؤدي إلى نتائج إيجابية. قال: “أفكر جدياً في السفر إلى هناك، إذا رأيت أن ذلك يمكن أن يحقق تقدماً حقيقياً”. كما فخر بتدخله السابق الذي حال دون اندلاع حرب نووية محتملة بين الهند وباكستان، حيث ساهم في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بعد أيام من التوترات الشديدة. وفق ترمب، كان ذلك التدخل حاسماً في منع كارثة قد تودي بحياة ملايين الأشخاص. في تغريدة على منصة تروث سوشيال، أشاد بقادة البلدين الاثنين على اتفاقهما، وأعلن نيته زيادة التجارة معهما، مضيفاً أنه سيعمل معهما لاستكشاف حلول للنزاع حول كشمير.

في الختام، تُعد هذه التصريحات جزءاً من استراتيجية ترمب لتعزيز الدبلوماسية العالمية، حيث يركز على إنهاء الصراعات وفتح آفاق جديدة للتعاون. هذا النهج يعكس رؤيته للأمن الدولي كأداة للاستقرار الاقتصادي والسياسي، مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للقيادة في حل التحديات العالمية. بشكل عام، تظهر هذه الجهود التزاماً ببناء جسور الثقة بين الدول، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها.