سعودة القطاعات تتزايد الوتيرة: تأثير القرارات الجديدة على المقيمين؟

في الفترة الأخيرة، شهدت المملكة العربية السعودية تطورات هامة في برنامج التوطين، المعروف بـ”السعودة”، حيث أعلنت الحكومة عن توسيع نطاقه ليشمل قطاعات استراتيجية مثل الخدمات اللوجستية وتقنية المعلومات. هذه الخطوة تأتي ضمن جهود شاملة لتعزيز الفرص الوظيفية للمواطنين السعوديين، وفقاً لأهداف رؤية 2030، مع التركيز على بناء كوادر وطنية مؤهلة في هذه المجالات الحيوية.

توسيع التوطين في قطاعات استراتيجية

هذه القرارات تهدف إلى رفع نسبة التوظيف بين السعوديين، مما يعني إعادة هيكلة آلاف الوظائف في مجالات مثل إدارة الشبكات، تطوير البرمجيات، وتحليل البيانات، بالإضافة إلى أدوار في النقل والإمداد مثل مشرفي النقل وأخصائيي سلاسل الإمداد. ستبدأ تنفيذ هذه التغييرات تدريجياً من الربع الثالث من عام 2025، مع منح الشركات فترة تصحيح تصل إلى ستة أشهر لإحلال الموظفين السعوديين محل الغير سعوديين، أو إعادة تنظيم أقسام الموارد البشرية للامتثال.

تأثير التوطين على سوق العمل

سيواجه المقيمون العاملون في هذه القطاعات تحديات ملموسة، حيث قد تتأثر الآلاف من الوظائف بشكل مباشر، خاصة في الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على الكفاءات الأجنبية. ومع ذلك، فإن هذا القرار يفتح أبواباً للتكيف، إذ يشجع المقيمين ذوي المهارات المتقدمة، مثل خبراء أمن المعلومات أو البرمجة المتقدمة، على تطوير قدراتهم للانتقال إلى مجالات أخرى. برامج التدريب الحكومية، بالتعاون مع شركات عالمية مثل هواوي وساب، تقدم فرصاً لتدريب السعوديين، بينما تشجع الشركات على إعادة تأهيل المقيمين ليتناسبوا مع المتطلبات الجديدة.

في الوقت نفسه، يرى الاقتصاديون أن هذه الإصلاحات ستساهم في بناء سوق عمل أكثر توازناً واستدامة على المدى الطويل، عبر تعزيز الاقتصاد الرقمي واللوجستي. للمقيمين، يمثل هذا تحدياً يتطلب استثماراً في التعليم والتطوير المهني، مما يمكنهم من مواكبة التغييرات واستغلال الفرص الكامنة في سوق العمل المتطور. بهذه الطريقة، يصبح التوطين ليس عقبة فحسب، بل فرصة للنمو الشخصي والمهني في بيئة ديناميكية.