محاكمة جوجل في قضية الاحتكار: يقترب الختام وأبرز التداعيات التي تشكل المستقبل الرقمي

توجهت وزارة العدل الأمريكية إلى مرحلة حاسمة في معركتها القانونية ضد شركة “جوجل”، حيث تقترب محاكمة اتهامات الاحتكار لمحركات البحث من نهايتها. بدأت هذه القضية منذ أشهر، وأدت إلى حكم سابق من القاضي الفيدرالي أميت ميهتا، الذي أكد أن “جوجل” مارست ممارسات غير عادلة لتعزيز هيمنتها في السوق. مع انتهاء جلسات الاستماع، يركز القاضي حاليًا على صياغة قرارات تهدف إلى استعادة التوازن التنافسي، وتشمل اقتراحات متنوعة من الطرفين لمعالجة المخالفات، سواء من خلال تعديل السياسات أو فصل بعض الارتباطات التجارية.

محاكمة “جوجل” في قضية الاحتكار

أكدت وزارة العدل في هذه المرحلة أن التركيز ينصب على تصحيح أفعال “جوجل” التي ساهمت في احتكار السوق، حيث تم ترسيخ محرك البحث كخيار افتراضي من خلال اتفاقيات استراتيجية. من بين الاقتراحات الرئيسية، تطالب الوزارة ببيع متصفح “كروم” ومشروع “كروميوم”، نظرًا لدورهما في جذب ملايين المستخدمين بشكل يعيق المنافسين. هذا الاقتراح يأتي كرد فعل على كيفية استخدام “جوجل” لهذه الأدوات لربط المستخدمين بمنصاتها، مما يمنحها ميزة لا تُضاهى. ومع ذلك، رفضت “جوجل” هذا الطلب، مدعية أن بيعه قد يعرض خصوصية وأمان المستخدمين للخطر بسبب الارتباط التقني الوثيق مع خدماتها الأخرى. في الوقت نفسه، عبرت شركات مثل “أوبن إيه آي” و”بربلكسيتي” و”ياهو” عن اهتمامها بشراء “كروم” لدخول السوق بقوة.

النزاع القانوني ضد جوجل

تسلط هذه القضية الضوء على اتفاقيات “جوجل” مع شركات مثل “آبل” و”موزيلا”، التي تجعل محرك البحث الخاص بها الخيار الافتراضي على أجهزتهم ومتصفحاتهم، مما يشكل حاجزًا أمام المنافسين. خلال جلسات المحكمة، أقر مسؤولو “آبل” و”موزيلا” بأن الدفعات من “جوجل” تشكل جزءًا كبيرًا من إيراداتهم، حيث أفاد المدير المالي لـ”موزيلا” بأن إنهاء هذه الاتفاقيات قد يؤدي إلى انهيار “فايرفوكس”. تقول الحكومة إن إنهاء هذه الشراكات سيمنح المستخدمين حرية أكبر في اختيار محرك البحث، بينما تحذر “جوجل” من أن ذلك قد يعقد تجربة المستخدم ويقلل من كفاءة الخدمات. بالإضافة إلى ذلك، اقترحت وزارة العدل منح المنافسين الوصول إلى فهرس “جوجل” وخوارزمياتها لترتيب النتائج، لكن الرئيس التنفيذي للشركة، سوندار بيتشاي، وصف ذلك بأنه تهديد مباشر لأصولها التقنية، محذرًا من أن ذلك قد يحد من الابتكار ويقلل من استثماراتها في تطوير محرك البحث.

شهدت القضية تطورات جديدة مع صعود أدوات الذكاء الاصطناعي، التي أثرت على سوق محركات البحث. القاضي ميهتا لاحظ أن المنافسة تزعم بفضل تقنيات مثل “تشات جي بي تي”، حيث أدت هذه الأدوات إلى تراجع استخدام محرك “جوجل” عبر “سفاري” بنسب ملحوظة. يتوقع أن يصدر القاضي قراره النهائي بحلول أغسطس المقبل، ويشمل إجراءات إلزامية لتصحيح الممارسات، مع احتمال اللجوء إلى الاستئناف من قبل “جوجل”. في السياق نفسه، تواجه الشركة تحديات أخرى، مثل القضية المتعلقة بمتجر “جوجل بلاي” التي رفعتها “إيبك جيمز”، وأخرى حول سوق الإعلانات الرقمية التي من المقرر أن تبدأ في سبتمبر. هذه التطورات تشير إلى أن مستقبل “جوجل” في عالم التقنية يعتمد على قدرتها على التكيف مع التنظيمات الجديدة، مع الحفاظ على الابتكار في سوق متغيرة بسرعة.