يتابع مسؤولو وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية أعمال التطوير الشاملة في منطقة وسط القاهرة، حيث يركزون على تحسين البنية التحتية وتجميل المناطق التاريخية لتعزيز الجاذبية السياحية والحضرية. يشرف الدكتور عبد الخالق إبراهيم، مساعد الوزير، على هذه المشروعات خلال جولات ميدانية واجتماعات عمل، بالتنسيق مع شركة المقاولون العرب والمكاتب الاستشارية المعنية، بالإضافة إلى المهندسة منى عبد السلام، رئيس جهاز تطوير المناطق الحيوية في المنطقة. هذه الجهود تأتي ضمن خطة شاملة لتحويل القاهرة الخديوية إلى نموذج حضري يجمع بين التراث والحداثة، مع الالتزام بمعايير الجودة البيئية والتاريخية.
تطوير منطقة وسط القاهرة: خطوات نحو التحديث والحفاظ
يعكس مشروع تطوير وسط القاهرة جهودًا مكثفة لإعادة تنشيط الميادين والشوارع الرئيسية، حيث يشمل تطوير ميدان طلعت حرب وميدان مصطفى كامل، إلى جانب شوارع مثل القاضي الفاضل ومحمد صبري. تشمل الأعمال إعادة تصميم الشوارع المؤدية إلى هذه الميادين، مع رفع كفاءة واجهات العمارات التاريخية وتحديث اللافتات التجارية، بالإضافة إلى تركيب أنظمة إضاءة حديثة وتنسيق الموقع بشكل يتوافق مع التراث الثقافي. يمتد المشروع على مساحة تقارب 18 فدانًا، ويهدف إلى تعزيز الجوانب الاقتصادية والسياحية للمنطقة، مع الحرص على الحفاظ على الهوية التاريخية للقاهرة الخديوية. كما تشمل الخطة تطوير جراج الأوبرا ومبنى إداري لمحافظة القاهرة، الذي يتكون من دور أرضي وثمانية أدوار على مساحة حوالي 10 آلاف متر مربع، لتعزيز الخدمات العامة وتحسين تدفق الحركة.
تحسين حديقة الأزبكية: استعادة الجمال والتراث
يبرز مشروع تحسين حديقة الأزبكية كجزء أساسي من الجهود الشاملة لتطوير المناطق التاريخية في القاهرة، حيث يهدف إلى استعادة رونقها التاريخي والحضاري على مساحة تزيد عن 45 ألف متر مربع. تشمل الأعمال إعادة تنسيق الموقع مع الحفاظ على الأشجار النادرة والتراثية، إلى جانب تطوير عناصر متنوعة مثل المباني الإدارية، وخزان مياه الحريق، ومحولات الكهرباء، وكبائن دورات المياه، بالإضافة إلى مبنى كافيتريا ومطعم ومسرح روماني. تضم الحديقة أيضًا بحيرة على مساحة 1200 متر مربع تتوسطها نافورة أثرية، إلى جانب البرجولات والتلال الطبيعية، مع أعمال تنسيق شاملة لتعزيز الجوانب البيئية والترفيهية. كما يشمل المشروع تطوير نادي السلاح المصري، الذي يقع بجوار الحديقة، لضمان واجهة جمالية مباشرة تكمل المنظر العام. خلال الاجتماعات الحالية، تم التأكيد على زيادة عدد العاملين في مختلف القطاعات لتسريع الإنجاز وفق الجدول الزمني المعتمد، مع التركيز على صيانة المزروعات والنباتات وإكمال أعمال أكشاك باعة الكتب حول سور الحديقة. هذه الخطوات تضمن الحفاظ على التراث الثقافي مع تعزيز الجاذبية السياحية، مما يساهم في تحويل الحديقة إلى وجهة أساسية للسكان والزوار على حد سواء. في الختام، يمثل هذا المشروع نموذجًا للتوازن بين التقدم الحديث والحفاظ على الإرث التاريخي، مع توقعات بأن ينعكس إيجابيًا على التنمية الشاملة للقاهرة.
تعليقات